تساءلت صحيفة ميدل إيست آي الإلكترونية، عن مآلات إيقاف عاصفة الحزم المفاجئ، الذي أعلنت عنه السعودية مساء الثلاثاء، وما طبيعة المرحلة القادمة، وهل ستكون سياسية أم عسكرية؟
وفقاً لتصريحات الناطق باسم عاصفة الحزم، أحمد عسيري، فإنه سيتم استئناف العملية السياسية في اليمن، وبدء مرحلة ما أطلق عليه بـ"إعادة الأمل" التي تتضمن الإغاثات الإنسانية، وحماية وإجلاء المدنيين.
لكن، ووفقاً للصحيفة، فإن الأمر يكتنفه شيء من الغموض والضبابية، ولا أحد يمكن أن يفهم ما يجري أو يتكهن بما سيحصل.
ونقلت الصحيفة عن سارة جمال، وهي باحثة يمنية في قسم الاجتماع في صنعاء، قولها: "لا زال القلق يساورني، ولا أستطيع القول بأني متفائلة بهذه الأنباء، فالعدوان الداخلي ما زال مستمراً في الجنوب وفي مدن أخرى. بالنسبة لي، فإن الحرب لم تتوقف حتى الآن، والخوف الأكبر هو من الصراع الداخلي الذي يمكن أن يستمر لسنوات، وأرى أن الاحتمال العسكري لا يزال مطروحاً".
- الوضع على الأرض
وترى الصحيفة أنه رغم تصريحات قيادة تحالف عاصفة الحزم، بأن الهجمات تمكنت من القضاء على الكثير من مقار الحوثيين وتجمعاتهم، وقطع طرق الإمداد، إلا أن جماعة الحوثي تمكنت من قصف مناطق عدة، راح ضحيتها عدد من المدنيين، كما لا زال الحوثيون يشكلون تهديداً لمدن الجنوب، بما فيها مدينة عدن، بحسب الصحيفة.
- لماذا الآن؟
ومع العنف الذي يبدو أنه ما يزال مستعراً على الأرض، والأهداف المستقبلية للائتلاف باتت يشوبها عدم الوضوح، دفع ذلك العديد من المعلقين والمحللين للتساؤل لماذا الآن؟
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن سيمون هندرسون، مدير برنامج الخليج في معهد واشنطن، قوله: "على الرغم من أن النتيجة أعلنت بنجاح العملية العسكرية، فمن غير الواضح مدى تناسبها مع استراتيجية السعودية لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، الموجود حالياً في الرياض، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن البيان تحدث عن حل سياسي".
وتشير الصحيفة إلى إن "العاصفة" بدأت فجأة وانتهت فجأة، مما دفع بالمحللين والمراقبين إلى القول بأن هناك عدم وضوح في الإعلان، فمن المحتمل أن يكون هناك بعض المفاوضات بين المملكة العربية السعودية وإيران، رغم أن هادي رفض عروض الوساطة مع إيران يوماً واحداً فقط، قبل إعلان نهاية عملية عاصفة الحزم، ومع ذلك، وقبل ساعات من المؤتمر الصحفي للتحالف، كان الإيرانيون يلمحون بأن هناك صفقة تلوح في الأفق.
وترجح الصحيفة أن تتم تنحية عبد ربه منصور هادي، وتنصيب خالد بحاح بدلاً عنه، باعتبار الأخير شخصية أقوى وأقل إثارة للجدل.