ودّع الحياة، صباح الاثنين (27|4)، الوالد فرج بن بطي المحيربي، غوّاص التراث البحري، الذي كان بمثابة همزة وصل حقيقية بين أجيال الغواصين والمهتمين بالتراث البحري، وقام بتأسيس جمعية الإمارات للغوص العام 1995، وأسهم في رفد الباحثين والمهتمين بشؤون التراث عموماً، بالعديد من المعلومات الموثقة، الكثير منها كان فيه بمثابة الراوي الوحيد.
وصف الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، الراحل فرج بن بطي المحيربي بـ"أطلس التراث"، مشيراً إلى أنه كان بمثابة موسوعة حقيقية سيجد فيها الباحث والمعنيّ بشؤون التراث أبعد بكثير من مبتغاه المباشر.
من جانبه، قال الرئيس الحالي لجمعية الإمارات للغوص جمعة بن ثالث، "كان الراحل بمثابة والد حقيقي لكل الغواصين الإماراتيين، ونصائحه استفاد منها الجميع، وعلى الرغم من أن نبأ وفاته جاء في وقت مبكر جداً من الصباح الباكر، إلا أنني في ظل ساعات قليلة تلقيت مئات المكالمات والرسائل التي يعبر أصحابها عن حزنهم الشديد لافتقاده".
أما رئيس معهد الشارقة للتراث الدكتور عبدالعزيز المسلم، وصف الراحل بـ "المرجع المهم للتراث البحري الإماراتي"، مضيفاً: "كانت لفرج بن بطي المحيربي قدرة مبهرة على احتواء الشباب وتحفيزهم على الانخراط في التعامل مع التراث البحري".
وأضاف: "أسهم المحيربي بشكل أساسي في تأسيس جمعية الإمارات للغوص، وجمع عبرها في منظومة واحدة عدداً كبيراً من محبي الغوص والبحر، وكان وراء عدد من الممارسات العديدة المستلهمة من تراثنا البحري، بما في ذلك رحلة الغوص السنوية التي تنظمها الجمعية".
يذكر أن الراحل الذي بدأ حياته في صباه مساعداً على مركب "داو" ليصبح قبطاناً في عصر استخراج اللؤلؤ، ليقوم برحلات غوص سنوية، تركز معظمها في مناطق الساحل الغربي للدولة، وكان دوماً يربط بين حالة البحر من حيث سلامة البيئة وحالة المحار الذي يهتم بجمعه، ويرى أن صحتنا جميعاً مرتبطة بشكل أو بآخر بالسلامة البيئية للبحر، رحمه الله.