قالت صحيفة التلغراف البريطانية، في عددها الصادر، الخميس(30|4)، إن قرارات الملك سلمان التي اتخذها منذ توليه الحكم قبل ثلاثة أشهر فاجأت العالم، ليس على صعيد التغييرات الداخلية التي أجراها وحسب، وإنما أيضاً كون الملك الجديد فَعّل دور المملكة في العديد من الملفات الشائكة في المنطقة، سواء الاقتصادية أو السياسية.
وتتابع الصحيفة: ربما لايكون التعديل الوزاري الأخير الذي أجراه الملك سلمان بتعيين محمد بن نايف ولياً للعهد، مثيراً بالنسبة للغرب، لكن القرار يعد واحداً من أخطر القرارات التي اتخذها سلمان منذ توليه السلطة.
وتشير الصحيفة إلى أن تعيين بن نايف ولياً للعهد، وهو ابن شقيق الملك، إنما هي محاولة لتثبيت الجيل القادم من القادة السياسيين في مناصب محورية وهامة، في وقت تعيش فيه المنطقة وضعاً حرجاً.
وتؤكد التلغراف أن إيران تعتبر المنافس الأهم للمملكة العربية السعودية، حيث تسعى لتكون قوة كبرى في المنطقة، يضاف إلى ذلك خشية الرياض من قلة الإعتماد الأمريكي على النفط السعودي، خاصة بعد أن تصبح أمريكا مكتفية ذاتياً.
وترى الصحيفة أن عاصفة الحزم التي شنتها المملكة العربية السعودية بالتحالف مع دول أخرى؛ لضرب معاقل الحوثيين في اليمن، ساهمت كثيراً في صعود نجم نجل الملك سلمان، الأمير محمد، وزير الدفاع، الذي تم تعينه ولياً لولي العهد، في صعود جديد لشباب الأسرة الحاكمة.
وخلافاً لما كان يعتقده الكثير، من أن الملك سلمان سوف يكون حاكماً تقليدياً يشغل المنصب لفترة وجيزة، فان الملك السعودي نجح في خلق حالة جديدة في المملكة العربية السعودية والمنطقة، من خلال تثبيت الجيل الشاب في حكم المملكة العربية السعودية، وأيضاً تفعيل دور الدبلوماسية السعودية بعد الإستغناء عن سعود الفيصل أقدم وزير خارجية في المنطقة.
وتشير الصحيفة إلى أن الملك سلمان، لم يتوقف عند حد التغييرات الداخلية وصعود الجيل الشاب لحكم المملكة وحسب، وأنما بات الدور السعودي في دعم فصائل المعارضة السورية المسلحة واضحاً، حيث بات ميزان القوى يميل لتلك الفصائل بعد مجيء الملك سلمان للحكم.