قالت إذاعة صوت أمريكا "فويس أوف أمريكا": إنه مع سقوط المدن العراقية واحدة تلو الأخرى في يد الدولة الإسلامية "داعش"، وفشل قوات الأمن العراقية في السيطرة على الأرض، تلعب الميليشيات الشيعة المدعومة من إيران دورًا كبيرًا حاليًا، باعتبارها من بين أقوى القوات البرية القادرة على دفع مسلحي "داعش" للتراجع.
وأشارت إلى أن واشنطن وضعت مجددًا في موقف غريب خلال السعي لاستعادة الرمادي، كما حدث خلال استعادة تكريت من قبضة "داعش"، حيث بات عليها أن تشن هجمات جوية لتغطية القوات العراقية المدعومة من إيران، تلك الدولة التي نظر إليها لعقود على أنها معادية للولايات المتحدة وحلفاء واشنطن في المنطقة.
ونقلت عن "ميشيل هانلون" من معهد "بروكينجز" الأمريكي، أن إيران ربما ليست صديقة للولايات المتحدة، لكن واشنطن لا تنظر إلى ما تقوم به طهران في العراق على أنه ضد المصالح الأمريكية.
وأضاف أن إيران يمكن أن ينظر إليها على أنها أقل الشرين، إذا قورنت بترك تنظيم داعش يستمر في سيطرته على الأراضي.
وذكرت الصحيفة أن الميليشيات الشيعية في العراق المدربة على يد الإيرانيين مصحوبة بدعم جوي أمريكي، أثبتت أنها القوى الوحيدة غير قوات البشمرجة الكردية، القادرة بكفاءة على قتال مسلحي "داعش".
وتحدثت الإذاعة عن أن تنامي النفوذ الإيراني في العراق، عبر دعم الحكومات الشيعية المتعاقبة في بغداد والميليشيات الشيعية، يمثل تحديًا لتوازن القوى في المنطقة.
ونقلت عن منظمات حقوق إنسان ومحللين، تحذيرهم من أن الانتهاكات التي تمارسها الميليشيات الشيعية تخلق انقسامًا طائفيًا خطيرًا في العراق.
وأشار "بيل روجيو" الباحث البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بالولايات المتحدة، إلى أن أفعال إيران في العراق قد تأتي بنتائج عكسية عندما يتعلق الأمر بهزيمة "داعش"، فكلما زاد الدور الإيراني في القتال بالعراق، كلما خدم ذلك تنظيم "داعش" في تجنيده لمزيد من المقاتلين، حيث ينشر "داعش" فكرة أن إيران تدعم الحكومة الشيعية في بغداد التي تمثل أداة لطهران، والإيرانيون قادمون للتخلص من السنة، وهي رسالة يتردد صداها بين قطاع واسع من السنة في العراق.
وذكرت أن المحللين يعتقدون أن إيران تريد أن يكون لديها أكبر نفوذ ممكن في العراق وسوريا ولبنان واليمن، لتستخدم ذلك كثقل أمام الولايات المتحدة والدول ذات الأغلبية السنية في المنطقة، وأشار "روجيو" إلى أن إيران تسعى في النهاية، من خلال تحركاتها في الشرق الأوسط، إلى توسيع نفوذها.
وتحدثت عن أنه وعلى الرغم من اتفاق أهداف واشنطن وطهران في القتال ضد "داعش" بالعراق، إلا أن المحللين ينصحون الولايات المتحدة بعدم التفكير في العمل مع إيران كشريك، خاصة أن حلفاء واشنطن التقليديين في المنطقة لا يشعرون بالارتياح من التكتيك المتبع من قبل واشنطن وطهران في العراق.
ونقلت عن "علي رضا نادر" من مؤسسة "راند" الأمريكية، أنه من الصعب جدًا على الولايات المتحدة أن توازن بين علاقاتها في المنطقة، خاصة في ظل مستوى الغضب الذي عبرت عنه الدول الحليفة لواشنطن كالسعودية.