أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبد اللطيف الزياني، أن الحفاظ على أمن دول المجلس مسؤولية أبنائه بالدرجة الأولى، وأن الدفاع حاضر بقوة في أذهان قادة الخليج ومسؤوليه.
وأوضح الزياني في حوار مع مجلة "آراء حول الخليج"، بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لقيام مجلس التعاون، أن "ما تحقق من إنجازات مهمة جاء بفضل جهود قادة دول المجلس، وإيمانهم بدور هذه المنظومة في تجسيد التضامن والتعاون والتكامل في مختلف المجالات، حتى أصبح هذا المجلس اليوم كياناً راسخاً يتبوأ مكانة رفيعة في المجتمع الدولي".
وأضاف: "الظروف والتحديات التي واجهت مسيرة مجلس التعاون، وبخاصة السياسية والاقتصادية والحروب والصراعات التي شهدتها المنطقة خلال الثلاثين عاماً الماضية، أثرت على مسيرة المجلس ولكنها لم توقفها أو تعطلها، بل زادت من عزيمة دول المجلس وإصرارها على المضي قدماً لتحقيق أهداف المجلس السامية".
اقتصادياً، أكد الزياني أن تعزيز التبادل التجاري بين دول المجلس ركيزة أساسية لتحقيق المواطنة الاقتصادية الخليجية وزيادة معدلات النمو الاقتصادي، مشيراً إلى الاتفاقية الاقتصادية التي تبنتها دول المجلس في عام 1981، وإلى التطورات التي تم تحقيقها والمتمثلة في إعفاء منتجات دول المجلس من الرسوم الجمركية ومعاملتها معاملة السلع الوطنية، وإقامة منطقة تجارة حرة فيما بينها عام 1983، وإقامة اتحاد جمركي عام 2003، وإقامة الاتحاد النقدي.
وبين أن إعلان انطلاق السوق الخليجية المشتركة جاء تتويجاً لسنوات من السعي نحو التكامل، مشيراً إلى أن حجم التجارة البينية بين دول المجلس قفز من نحو 6 مليارات دولار في عام 1984 إلى ما يزيد على 140 ملياراً في عام 2014، مفيداً أن الكثير من القطاعات الإنتاجية مثل الصناعة والسياحة والخدمات والمصارف أصبحت تسهم بنسب جيدة في الدخل القومي لدول المجلس.
وحول الأوضاع في سوريا، أوضح الأمين العام أن دول مجلس التعاون تؤمن بأن حل الأزمة في سوريا يكمن بالتوصل إلى حل سياسي وفق "جنيف 1"، وتدين استمرار مشاركة قوات أجنبية، في مقدمتها مليشيات حزب الله، مع قوات النظام السوري في قتل الشعب السوري وتدمير ممتلكاته.
وحول البرنامج النووي الإيراني، أشاد بالجهود "الكبيرة" التي بذلتها مجموعة دول 5+1 للتوصل إلى إطار مرحلي لبرنامج إيران النووي، معرباً عن أمل دول المجلس في أن يؤدي ذلك إلى اتفاق نهائي يضمن الأمن والسلم في المنطقة.
ووصف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية العلاقات الخليجية الأمريكية بأنها "تاريخية قديمة"، موضحاً أن نتائج القمة الأخيرة التي عقدت في كامب ديفيد في (14|5) تؤكد أن الولايات المتحدة باقية في المنطقة، وتعزز من وجودها حماية لمصالحها وللحفاظ على الأمن والاستقرار فيها.