واصل الإعلامي والكاتب الصحفي المصري المقرب من رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، إبراهيم عيسى، مسلسل اتهاماته العنيفة للمملكة العربية السعودية برعاية الإرهاب، وزاد عليها اتهامه للإمام محمد بن عبد الوهاب، هذه المرة، بأن "كل كلامه إرهابي"، على حد وصفه.
وقال عيسى، في مقال جديد له بعنوان: "حتى لا نصحو على داعش يقتحم الكعبة"، إن: "السعودية تقدم المحيط الآمن، والتربة الخصبة للفكر الإرهابي، وترعاه، وتحميه، وتدعمه، وتتباهى به، وتقول عنه اعتدالا".
ويمثل المقال الذي نشره عيسى في جريدة "المقال"، الأحد(31|5)، التي يرأس تحريرها، ذروة اتهاماته للمملكة العربية السعودية، بشكل مباشر، برعاية الإرهاب، بل وصناعته، وكان يلجأ من قبل إلى أساليب مخففة في توجيه هذه الاتهامات إلى المملكة، التي تصاعدت منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم.
وتم نشر المقال أثناء أول زيارة لوزير الخارجية السعودي الجديد بعادل الجبير والتي التقى فيها السيسي ووزير خارجينه سامح شكري وادعى الوزيران في مؤتمر صحفي تطابق وجهات نظرهما في الملف السوري واليمني وهو خلاف الواقع وفق ما يقوله مراقبون.
ويصنف عيسى في الأوساط المصرية باعتباره أحد الأذرع الإعلامية القوية للسيسي، وأحد أدواته في التعبير عن توجهاته السياسية، سواء بمدح دول، وذم أخرى، وابتزاز ثالثة، مؤكدين أنه لا يستطيع أن يتلفظ بلفظة دون رضاء أجهزة السيسي عنه.
وأشاروا إلى أنه بإمكان سلطات السيسي أن تخرص عيسى بأساليب كثيرة، إذا رأت فيما ينشره ما يسيء إلى علاقاتها بالمملكة، وأبسط شيء مصادرة مقاله، وعدم السماح بنشره، كما فعلت في حالات مشابهة، وأقربها واقعة صحيفة "الوطن"، التي أجبرتها أجهزة السيسي على تغيير عنوان ملفها من: "7 جهات أقوى من السيسي"، إلى "7 جهات أقوى من الإصلاح"، وذلك لمجرد أنها اعتبرت ما نشرته الصحيفة "إساءة للسيسي"، متسائلين: فما بالنا بالسعودية؟
وفي مقاله المشار إليه، انتقد عيسى: "محاولة الحكومة السعودية أن تقنعنا بأن نقبل بالإرهاب المعتدل، كأنه يمكن تقسيم الإرهاب إلى إرهاب وحش فظ قليل الأدب، وإلى إرهاب طيب وابن ناس"، وفق وصفه.
وأضاف: "هناك الإرهابي الذي يعمل لصالحي، وهذا هو المعتدل من وجهة نظر السعودية التي تدعم مع قطر جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة، في العراق، وتعلفه وتسمنه بالأموال والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، وتطلب منه أن يتخلى عن التسمية القديمة، ولا مانع من دمج كل كلاب النار، تحت تسمية جديدة لطيفة ليست مدرجة في قوائم الإرهاب الأمريكية وتطلق عليها: "المعارضة المسلحة المعتدلة"، أو "جيش الفتح" حسب وصفه.
واستطرد مهاجما الإمام محمد بن عبدالوهاب، فقال: "هناك الإرهابي الذي يقول كل كلام الإرهاب الذي هو الخالق الناطق كلام محمد بن عبدالوهاب شخصيا، ووهابيته شخصيا، لكنه مؤمن ومحمي ومرضي عنه، لأنه متحالف مع الحكم السعودي، ومتقاسم معها إدارة البلاد، آل سعود الحكم، وآل الشيخ الدين، هنا يصبح التكفير والتحريم والتجريم لأي مخالف ومختلف من أي فكر أو مذهب غير وهابي طبيعيا جدا وعاديا، بل "واسم النبي حارسه" معتدلا أيضا".