قالت صحيفة التلغراف البريطانية إن ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من اضطرابات قد تقود المملكة العربية السعودية إلى سباق تسلح نووي، خاصة إذا ما رفضت إيران الحلول الدولية لمواجهة برنامجها النووي.
ونقلت الصحيفة عن الأمير محمد بن نواف آل سعود، الذي خدم فترات طويلة سفيراً للسعودية في بريطانيا، قوله: "إن المملكة العربية السعودية لطالما كانت ضد التسلح النووي، لكن بعد أن أصبح من المعروف أن إيران تنتهج سياسة تهدف إلى امتلاكها سلاحاً نووياً، تغيرت هذه النظرة كلها في المنطقة".
مثل كثيرين في العالم العربي وخارجه، فإن السعوديين يأملون في أن تفضي المفاوضات الحالية مع إيران حول القضية النووية، التي يقودها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى تقديم ضمانات بأن طهران لا تملك الوسائل اللازمة لصنع قنبلة نووية.
وتشير الصحيفة إلى أنه "على الرغم من محاولات استمرت لأكثر من عشر سنوات؛ لحل قضية السلاح النووي الإيراني، لا يبدو أن إيران لديها حتى الآن رغبة في تقديم أي تنازلات كبيرة بشأن برنامجها النووي، حيث ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي، أن مخزون طهران من الوقود النووي قد زاد بنسبة 20% في الأشهر الـ18 الماضية، وهذا من شأنه أن يجعل من ادعاء إدارة أوباما أن إيران جمدت عمليات تخصيب اليورانيوم لفترة المفاوضات مجرد هراء".
ونتيجة لذلك، هناك مخاوف في المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، أن أوباما هو أكثر اهتماماً بالتوصل إلى تسوية مع الإصلاحيين في إيران ممّا كان عليه في الوقوف إلى جانب حلفاء أمريكا التقليديين في العالم العربي.
وتعتقد وكالات الاستخبارات الغربية أن نظام الحكم في السعودية دفع ما يصل إلى 60% من تكاليف البرنامج النووي الباكستاني، في مقابل القدرة على شراء الرؤوس النووية في وقت قصير، وأن أي تقاعس من جانب إيران لتوفير الضمانات اللازمة قبل نهاية هذا الشهر، يمكن أن يدفع الرياض إلى تفعيل هذا الاتفاق، ومن ثم تمكين المملكة العربية السعودية لتصبح أول قوة نووية في العالم العربي.