أصدر المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في ختام اجتماعاته في طنجة بالمغرب بيان «حال الحريات في الوطن العربي» وألقاه حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وقد رحب البيان بالتطورات الإيجابية التي حدثت في بعض البلدان العربية خلال الفترة الماضية، من ترسيخ لثقافة التسامح والتوافق المجتمعي في ظل التعددية الدينية، أو المذهبية، أو العرقية في بلدان عربية أخرى، لكنه رصد أيضا الكثير من الإخفاقات والانتهاكات لحرية المبدعين خلال الفترة نفسها، وعبر عن قلقه إزاءها.
وطالب البيان بالتزام كل الدول العربية بالوثيقة الدولية لحقوق الإنسان، وضمان حرية التنقل للمواطن العربي، لا سيما المثقف أديبًا ومفكرًا، وعدم المساس بحريته بسبب رأيه.
وشدد المجتمعون على ضرورة احترام الأحكام القضائية طالما استندت لقوانين مرعية، مع المطالبة بتعديل التشريعات بما يتناسب مع صون الحريات العامة، مع رفض تسييس القضاء في بعض البلدان العربية ليظل تابعًا للسلطة التنفيذية وسيفًا مسلطًا على الكُتَّاب وعموم المبدعين.
وانطلاقًا من أنه لا إبداع بلا حرية ولا تقدم بلا إبداع، فإن المكتب الدائم يرفض رفضا قاطعاً التعرض للحريات العامة والحريات الشخصية طالما أنها تحترم أدب التخاطب، وتحافظ على الوحدة الوطنية القومية، ولا تنطلق من التعصب المذهبي والطائفي والجهوي البغيض.
وانتقد مراقبون وناشطون إماراتيون ما سموه ازدواجية الخطاب الإماراتي في الداخل والخارج والفروق الواضحة بين سلوك الأجهزة الأمنية والتنفيذية والقضاء الذي يصفونه بالمسيس وبين التوقيع على بيانات أو إصدار بيانات، اعتبرها المراقبون بعيدة كل البعد عن الواقع.
ويستذكر المراقبون محاكمة السلطات الإماراتية عشرات المثقفين الإماراتيين في تخصصات شتى على خلفية توقيعهم عريضة تطالب بتطوير تجربة المجلس الوطني الاتحادي فحاكمتهم بالسجن من 10 سنوات إلى 15 سنة.
وشنت الأجهزة الأمنية حملة مجتمعية ضد الناشطين وجيشت بعض القبائل الإماراتية ضدهم في محاولة لضرب التوافق المجتمعي السائد في المجتمع الإماراتي، كما تمنع المثقفين والناشطين من السفر ومن الظهور الإعلامي وتحجب مواقعهم الإعلامية وتصادر كتبهم وتفرض سيطرة تامة على معارض الكتاب في الدولة وتصادر مؤلفات مثقفين إماراتيين وخليجيين وعربا.
ويقول الناشطون إنه يمكن رصد المزيد من الانتهاكات الحقوقية والثقافية ليس رفض توقيع الإمارات على العهد الدولي الخاص بالحقوق الثقافية والاقتصادية والاجتماعية إلا أحد دلائل تنكر الإمارات للمثقفين وحقهم ودعمهم وحمايتهم.
وكان المكتب الدائم قد أنهى اجتماعاته بمشاركة وفود تمثل اتحادات وروابط وأسر وجمعيات الأدباء والكتاب العرب في كل من مصر والسودان وتونس والجزائر والمغرب وفلسطين ولبنان والأردن والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان. وكان الوفد الإماراتي برئاسة حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وعضوية الهنوف محمد عضو مجلس الإدارة المسؤول الثقافي.