أكد سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية، محمد جهام الكواري، أن عملية استئصال الإرهاب هي عملية طويلة ومعقدة، وتبدأ أولاً بالحكم الرشيد وبالحقوق المدنية والتعليم.
جاء ذلك خلال مشاركة السفير القطري في ندوة "العلاقات بين قطر والولايات المتحدة والوضع الإقليمي" بمجلس العلاقات الدولية بمدينة سياتل في ولاية واشنطن، بحضور عدد من الباحثين والمهتمين بالعلاقات العربية الأمريكية.
وتطرق محمد جهام الكواري، خلال مخاطبته الندوة، إلى قضايا متعددة شملت: مستقبل العلاقات القطرية الأمريكية، المراجعة السياسية لأحداث الربيع العربي، الوضع اليمني، الحرب في سوريا والعراق، وصعود تنظيم "الدولة".
وأكد الكواري، أن هزيمة "التنظيم" لا تتم عسكرياً وبين ليلة وضحاها، موضحاً: إن "الإرهاب ليس عدواً تقليدياً تتم مواجهته بالطرق التقليدية، بل إن الحرب على الإرهاب يجب أن تستهدف الأسباب الجذرية للمشكلة"، مشيراً إلى أن عملية استئصال الإرهاب هي عملية طويلة ومعقدة، وتبدأ أولاً بالحكم الرشيد وبالحقوق المدنية والتعليم.
وأضاف أن "العراق يقدم لنا درساً تاريخياً مهماً عن تحول الاضطرابات الطائفية إلى عنف من جهة، ومن جهة أخرى عن إمكانية أن تكون المصالحة الوطنية خطوة في اتجاه مكافحة العنف والإرهاب"، مشدداً على ضرورة إشراك السنة العراقيين في العملية السياسية، الذي يعتمد بالطبع على استعداد الحكومة العراقية وقدرتها على القيام بذلك، موضحاً أن الدور الأمريكي مؤثر للغاية في هذا المجال.
وأشار إلى الدور الإيجابي الذي يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي القيام به في مجال تهدئة القبائل والفصائل السنية، وإعادة توجيه طاقاتهم لبناء الدولة، مؤكداً في الوقت نفسه على ضرورة توقف التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية العراقية.
وفي الشأن السوري، قال الكواري: إن الإطاحة بنظام الأسد هو الخطوة الأولى باتجاه الحل في سوريا، لافتاً إلى أن بقاء النظام يعني استمرار العنف في هذا البلد، كما أن تغيير النظام شرط أساسي في المصالحة الوطنية.
وعن مشاركة دولة قطر في العملية العسكرية في اليمن، أكد أنها جزء من الجهد الإقليمي والدولي لإعادة الاستقرار وتثبيت الشرعية في هذا البلد، وقال: إن العملية تتمتع بتأييد واسع النطاق وهي تهدف إلى وقف التدخل الأجنبي في اليمن، وإعادة بناء الدولة وإشراك الجميع في حوار وطني.
وتناول سفير دولة قطر، في مداخلته خلال الندوة، الدبلوماسية القطرية على الصعيدين السياسي والإنساني، لافتاً إلى جهود التوسط في الصراعات الإقليمية في المجال السياسي، وجهود التوسط في الإفراج عن الرهائن الأجانب المحتجزين في مناطق الصراع الإقليمية في المجال الإنساني، مؤكداً أن مفتاح النجاح يعود إلى حياد قطر ودبلوماسيتها الفعالة.
وحول مونديال 2022، قال: إنها ستقام في قطر وستشهد نجاحاً كبيراً، مشدداً على أن اللغط الأخير المتعلق بالفيفا ليس له أي علاقة بالعرض القطري، مبيناً أن رغبة قطر في استضافة هذه البطولة نابعة من إيمانها بقدرة الطاقة الكامنة في الرياضة على توحيد الشعوب والدول.