أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استعداد موسكو للعمل مع بشار الأسد، من أجل تمهيد الطريق إلى الإصلاح السياسي في سوريا.
وقال بوتين في كلمة ألقاها، الجمعة، خلال الجلسة العامة لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي: "نحن مستعدون للعمل مع الأسد من أجل تمهيد الطريق نحو الإصلاح السياسي، ومن أجل أن يكون لدى جميع سكان سوريا إمكانية للوصول إلى أدوات السلطة، من أجل إنهاء المواجهة العسكرية".
كما شدد بوتين على أن "الإصلاح لا يمكن تحقيقه من خلال تدخل خارجي باستخدام القوة"، منبهاً في الوقت نفسه أن البديل عن الأسد هو "كارثة أخرى مشابهة لكارثة العراق، أي المزيد من الفوضى والارهاب"، وفق تعبيره.
وفي سياق متصل شدد بوتين على أن روسيا منفتحة على العالم، وستواصل تعاونها مع الغرب رغم التوتر المتصل بالنزاع في أوكرانيا.
وأضاف الرئيس الروسي: "إن تعاوننا النشط مع مراكز النمو العالمي الجديدة، لا يعني بأي حال أننا سنولي اهتماماً أقل بالحوار مع شركائنا التقليديين في الغرب، أنا مقتنع أن هذه الشراكة ستستمر".
وتابع: "روسيا منفتحة على العالم وعلى شراكة اقتصادية وعلمية إنسانية، وعلى تعاون مع المجتمع الدولي وأوساط الأعمال في كل مكان حول العالم".
وتسعى روسيا منذ أكثر من عام، وسط فتور للعلاقات مع الغربيين بسبب أزمة أوكرانيا، وخضوعها لعقوبات غربية غير مسبوقة، إلى تعزيز علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع الاقتصاديات الناشئة الأخرى كالصين والهند والبرازيل.
وأكد بوتين في هذا السياق "أنه بالرغم من الصعوبات التي شهدها الاقتصاد الروسي منذ العام الفائت، ولا سيما نتيجة العقوبات الغربية وانهيار أسعار النفط تم تجنب الأسوأ".
وأوضح: "توقعوا لنا أزمة اقتصادية عميقة حتى نهاية العام لكن هذا لم يحصل، على العكس تمكنا من إعادة الاستقرار وعكس وضعنا السلبي".
وكان اليوم الأول للمنتدى شهد ندوات وجلسات حوار تناولت مشاكل الاقتصاد العالمي، وقضايا جذب المستثمرين الأجانب إلى روسيا، والبحث عن مصادر جديدة للنمو في ظل العقوبات الغربية، وإجراءات مكافحة الأزمة ومسائل السياسة النقدية.
ومن أهم أحداث اليوم الأول للمنتدى لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع رؤساء كبرى الصناديق السيادية والاستثمار في العالم.
كما اجتمع بوتين بولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يزور روسيا برفقة وفد سعودي رفيع المستوى.
وجرى توقيع اتفاقيات بين روسيا والسعودية منها اتفاقية للتعاون في مجال استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وأخرى لتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون العسكري، كما تم توقيع مذكرة نيات في مجال استكشاف واستخدام المجال الفضائي للأغراض السلمية.
