في أول موقف عربي وقد يكون الأسرع؛ أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة ثلاث برقيات إلى إيران تهنئ فيها بالاتفاق النووي "التاريخي" الذي أبرم في فيينا بين إيران ومجموعة 5+1، وهو ما يخشى أن يفهم بشكل سلبي، خصوصاً وإن طهران "دولة محتلة".

فقد بعث رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن راشد آل مكتوب نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة برقيات تهنئة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، أشادوا فيها بالاتفاق.

ما لفت أنظار المراقبين سرعة التهنئة من الإمارات لإيران، فالإمارات لها ثلاث جزر محتلة منذ أكثر من أربعة عقود، ومُحتل هذه الجزر هي إيران نفسها التي تلقت برقيات تهنئة بتعزيز قدرتها وقرب رفع العقوبات عنها ما يعني تعزيز قوتها في المنطقة، وليس العكس كما يظن البعض، وإلا فلماذا يتم تهنئة إيران بهذا الاتفاق!

ويقول هؤلاء إن من شأن هذا الاتفاق أن تكون له آثار سلبية فيما يتعلق بقضية الجزر الإماراتية المحتلة، لا سيما وأن طهران عندما كانت تتعرض لعقوبات دولية وأزمات اقتصادية وضغوط عالمي بشأن الانسحاب من الجزر المحتلة، كانت ترفض الحديث عن ذلك، فما بالك وقد أصبحت إيران أقوى وأصبحت لها مكانة دولية سياسياً واقتصادياً وحتى عسكرياً، وفي الوقت ذاته صدور ثلاث برقيات تهنئة للدولة المحتلة، كما يوضحون.

ورغم إعراب رئيس دولة الإمارات عن أمله بأن "يسهم الاتفاق في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها"، إلا أن قاعدة التعامل الإيرانية مع موضوع الجزء المحتلة مازالت تبنى على طلب القبول بالأمر الواقع حالياً، تفادياً للأسوأ، وهو ما عبر عنه سابقاً منصور حقيقت بور نائب رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني حيث طالب قادة دولة الإمارات بالتعامل بعقلانية فيما يخص مسألة الجزر "ونطالبهم أن يرجعوا إلى الوراء ليعرفوا حقيقة بلدهم، والذي كان في السابق جزءاً من إيران انسلخ عنها بسبب سوء تدبير الملوك الإيرانيين".

ويبدو محللون قلقاً كبيراً من أن موضوع الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى بالإضافة إلى توسعا العسكري والجغرافي في كل من اليمن وسوريا والعراق من شأنه أن تغلق ملف الجزر أو إرجائه إلى أجل غير مسمى، ما يعني مضي مزيداً من العقود والجزر محتلة دون استعادتها.

وتحتل إيران الجزر الإماراتية الثلاث "طنب الصغرى" و"طنب الكبرى" و"أبو موسى" منذ عام 1971 في أعقاب جلاء القوات البريطانية عن منطقة الخليج. وتمثل الجزر الثلاث ممراً ملاحياً هاماً يمكنه التحكم في الخليج حيث تقع في مدخل مضيق هرمز الذي يربط بين قارات العالم القديم، إضافة إلى ما تمتلكه الجزر الثلاث من ثروات معدنية ونفطية.