وصل وفد من حركة حماس برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة إلى السعودية، للقاء مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى بعد انقطاع دام 3 سنوات.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية، إن مشعل وصل في زيارة اعتبرتها "مفاجئة" إلى الرياض للقاء مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى لبحث عدة قضايا. وأشارت إلى أن هذه الزيارة ستستغرق مدة يومين، وسيؤدي وفد الحركة خلالها مناسك العمرة.
وكان الإعلامي القطري جابر الحرمي، رئيس تحرير صحيفة "الشرق" القطرية، غرد في وقت سابق قائلا، إن مشعل سيتوجه على رأس وفد من قيادات الحركة لتأدية مناسك العمرة الليلة.
ومنذ خروج قيادة حماس من دمشق في أعقاب اندلاع الثورة السورية ويقيم مشعل في الدوحة بصفة مستمرة مع جزء كبير من القيادة السياسية للحركة في الخارج.
وشاب علاقات حماس والسعودية توترا كبيرا في السنوات القليلة الماضية بعد أن رعت الرياض اتفاق مصالحة بين حركة فتح وحماس انتهى بحسم عسكري لحماس في غزة بعد صدام مع حركة فتح نتيجة رفض الأخيرة الاعتراف بنتائج الانتخابات الفلسطينية التي منحت حماس أغلبية ساحة في المجلس التشريعي الفلسطيني. وعلى إثر ذلك تبنت الرياض رواية السلطة الفلسطينية للأحداث في غزة، دخلت بعدها العلاقات بين الجانبين مرحلة من الفتور والتوتر بين حين وآخر.
كما حملت السعودية حركة حماس مسؤولية العدوان الإسرائيلي على غزة في ثلاث حروب شنتها الدولة العبرية على القطاع المحاصر. وفي العدوان الأخير العام الماضي وبعد صمت طويل من جانب السعودية على اتخاذ موقف من هذا العدوان أصدر سعود الفيصل وزير الخارجية الراحل بيانا ذكر فيه لأول مرة "الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي" على خلاف ما كان يسمى الصراع العربي الإسرائيلي وهو البيان الذي اعتبره مراقبون انقلاب في موقف القيادة السعودية من القضية الفلسيطنية برمتها بعد الانقلاب في مصر.
وبعد وفاة الملك عبد الله في يناير الماضي شارك مشعل في تشييع الجنازة في الوقت الذي رفضت فيه الرياض استقبال محمد دحلان وشخصيات إماراتية وخليجية أخرى كانت سببا في توتر العلاقات بين حماس والرياض. ومنذ تولي الملك سلمان الحكم في بلاده ظلت تتردد أنباء عن زيارة مرتقبة لمشعل للرياض. وتأتي زيارة مشعل بعد نحو يومين من الإعلان عن توقيع اتفاق نووي إيراني بين طهران والغرب. وكانت ترتبط حماس بعلاقات وثيقة للغاية مع إيران وتتلقى منها دعما ماليا وعسكريا إلا إنه توقف بعد نأي الحركة بنفسها عن تأييد نظام الأسد في قمع ثورة الشعب السوري.