أكد خالد بن محمد العطية، وزير الخارجية القطري، أن الاتفاق النووي الإيراني ليس مهماً للمنطقة فقط، وإنما للعالم كله.
وقال العطية، في لقاء مع محطة CNN الإخبارية: "إن قطر تدعم جهود جميع الأطراف لحل الملف سلمياً، فهي من أوائل الدول التي سعت في هذا الاتجاه، وستدعم هذا الاتفاق وتشجعه"، نافياً أن تكون بلاده غير راضية عن الاتفاق.
وشدد العطية على ضرورة التفرقة بين مختلف القضايا بالمنطقة، لافتاً إلى أن الجميع يجب أن يعمل ليس لنزع السلاح النووي فقط من إيران، وإنما من جميع دول منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن تنفيذ الاتفاق وتقيد إيران به، سيجعلان المنطقة تعيش في سلام.
وفيما يتعلق بالمخاوف من عدم التزام إيران بالاتفاق، قال وزير الخارجية: "من المؤكد أن دول مجموعة 5+1 قد وضعت الإجراءات التي تضمن تنفيذه والتقيد به، وتمنع إيران من خرقه".
وفي حال عدم الالتزام به، أكد العطية أن "تنفيذ إيران للاتفاق يحقق مصلحة للمنطقة، لأنه يضمن إخلاء المنطقة من سباق التسلح، وإن عدم التنفيذ يمنح الآخرين، مثل السعودية وغيرها من الدول، الحق في البحث عن وسائل لامتلاك السلاح النووي".
وحول الموقف الإسرائيلي من الاتفاق، قال: "إسرائيل لديها أسباب مختلفة عن مواقف دول الشرق الأوسط ومطالبها بشأن البرنامج النووي الإيراني وتمسكها بالسلاح النووي يجعل إيران تتمسك بمواقفها، وهذا يقود إلى سباق التسلح، ولذلك فإننا نطالب بإخلاء كل المنطقة من السلاح النووي، وأن يشمل ذلك إسرائيل".
وفيما يتعلق بالمكاسب التي يرى البعض أن إيران قد تحققها على حساب المنطقة بعد توقيع الاتفاق، قال: "هناك مواقف متباينة حول ذلك، فهناك من يرى أن الاتفاق يشكل فرصة لعودة إيران للمجتمع الدولي، وآخرون يرون أنه يمنحها المزيد من الفرص للتدخل بارتياح في شؤون المنطقة، ولذلك فإن إيران مطالبة بالتغير نوعياً في سياستها تجاه المنطقة، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مثلما يحدث حالياً في اليمن وسوريا، والالتزام بالتعاون الإيجابي والعمل البنّاء من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار بالمنطقة".
وأكد العطية أن قطر لديها علاقات تاريخية مع إيران، وأنها تريد أن ترى إيران دولة صديقة، ولذلك فإن المطلوب منها عدم التدخل بشؤون المنطقة، خاصة في اليمن وسوريا.
وحتى ما قبل الربيع العربي تمتعت قطر وإيران بعلاقات وطيدة كانت مثار انتقاد دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى. غير أن الدوحة اتخذت موقفا داعما للثورة السورية ما أدى لقطيعة مع نظام الأسد و"تراجع كبير" في العلاقات مع طهران وفق وصف مراقبين.
ووقعت إيران ودول 5+1 اتفاقا نوويا الثلاثاء (14|7) لقي ترحيب من جانب المجتمع الدولي وسخط إسرائيلي وتحفظ وتشكيك دول خليجية وخاصة السعودية. وأوفد الرئيس اوباما وزير دفاعه إلى المنطقة لتطمين حلفائه في الخليج بالإضافة إلى إسرائيل بشأن الاتفاق النووي، على أن يجتمع وزير خارجيته جون كيري مع نظرائه الخليجيين في وقت لاحق لذات الأمر.