وتشن أنقرة عمليات عسكرية ضد داعش شمال سوريا وضد حزب العمال الكردستاني في العراق بهدف القضائ على أي تواجد للتنظيم وإحباط أي محاولة من جانب أكراد سوريا للانفصال وإعلان دولة كردية على حدود تركيا الجنوبية من شأنها أن تهدد الاستقرار في تركيا، وفق التخوفات الكردية. ومن شأن تحديد الفصائل التي ينبغي وجودها شمال سوريا بعد طرد داعش أن يعطي أنقرة فرصة لمنع تواجد كردي "انفصالي" خاصة أن اتهامات لاحقت المعارضة السورية الكردية بتطهير مناطقهم من العرب والتركمان تمهيدا لانفصالهم.

وتحدث المسؤول في مؤتمر صحفي عبر دائرة هاتفية مغلقة، قائلًا "لقد بدأنا حوارًا مع تركيا حول إمكانية العمل معهم بالتنسيق مع الجماعات المعارضة، للبدء بتطهير آخر امتدادات الحدود".

وأضاف المصدر "أن طول الحدود التي تحدثنا بشأنها نحو 98 كيلومترًا، ونريد أن نعمل بشكل وثيق جدًا مع أنقرة، ونحتاج الأتراك بكل تأكيد لغلق هذا الامتداد الحدودي".

وتابع المسؤول "أننا سنجلس مع الأتراك وندرس الطرق التي يمكن من خلالها تنظيم مقاتلي المعارضة المعتدلة بالتنسيق معنا ومع التحالف لتطهير آخر نطاق من الحدود"، مؤكدًا أنه "لن يكون هناك منطقة حظر طيران في سوريا".

ولا تزال مسألة حظر الطيران موضع خلاف بين واشنطن وأنقرة، ولكن يبدو أن الاقتراحات التي قدمها المسؤول الأمريكي من شأنها معالجة المخاوف التركية وإنشاء منطقة آمنة يستطيع من خلالها توفير الدعم للمعارضة السورية ويمنع تواجد الأكراد بدون أطياف الشعب السوري الأخرى كما يسهم في إعادة ملايين اللاجئين السوريين إلى بلادهم وفقا لما صرح به الرئيس التركي أردوغان بهذا الخصوص (28|7).

ومع ذلك لم يكشف المسؤول عن الآلية التي سيتم بها العمل مع الأتراك، إلا أنه قال أن "عمق وشكل وطرق التعاون بين البلدين، أمور سنبحثها مع الأتراك، لكن المهم، أن هذا لن يضم، أي جنودٍ أتراك أو أمريكيين". إذ يرفض الطرفان استخدام قوات برية للتوغل داخل الأراضي السورية والاكتفاء بضربات جوية ضد داعش وغيرها من الأهداف.

وأكد مسؤول أمريكي آخر في اتصال هاتفي، "أن تركيا لم تكن لتضرب مقرات بي كا كا لولا أن الأخير قد بدأ هجمات ضد الشرطة والجنود الأتراك"، ما اعتبره مراقبون "ضوء أخضر" أمريكي لمواصلة ضرب الحزب الذي شن عدة هجمات إرهابية في عموم الأراضي التركية.