قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها: إن الإمارات العربية المتحدة أرسلت كتيبة عسكرية لمساعدة المقاتلين الذين يقاتلون المتمردين الحوثيين في اليمن، وذلك نقلًا عن مسؤول يمني ومسؤولين عسكريين أمريكيين.
وأعلن الأحد (2|8) أن نحو 1500 جندي من قوات تحالف عاصفة الحزم دخلوا عدن وأن غالبيتهم من الإماراتيين، تزامنا مع تأكيد وكالة "أسوشيتد برس" أن الإمارات والسعودية أرسلت أسلحة ثقيلة إلى عدن التي أعلن عن تحريرها منتصف يوليو الماضي.
ونفى زعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي تحرير عدن وظهر في خطاب متلفز يدعو أنصاره لمواصلة القتال ومطالبا بوساطة سياسية لوقف الحرب وهو ما اعتبره مراقبون إعلان هزيمة من جانب الحوثيين في الوقت الذي تحاول هذه القوات نقل المعركة إلى جنوب السعودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التحرك يهدد بتصعيد صراع إقليمي بين إيران وممالك الخليج.
وأضافت أن القوات الإماراتية نزلت في مدينة عدن خلال الأيام الماضية، ومعهم دبابات ومركبات مدرعة أخرى، وذلك نقلًا عن مسؤولين.
وتدعم إيران ومليشيات حزب الله اللبناني الحوثيين ماليا وعسكريا وإعلاميا وصرح مسؤولون إيرانيون في وقت سابق من هذا العام بأن صنعاء باتت العاصمة الرابعة التي تخضع لإيران، وأن الحوثيين أصبحوا "سلاطين البحر الأحمر" في إشارة إلى سيطرتهم على مضيق باب المندب لتكتمل السيطرة الإيرانية على أهم المضائق المائية في العالم بعد تهديدها المتكرر بالسيطرة على مضيق هرمز الذي يمر منه نحو نصف نفط العالم يوميا ويمر بمضيق باب المندب أيضا.
وتحدثت الصحيفة الأمريكية عن أن هذه القوة كان لها تأثير سريع عبر مشاركتها في طرد المقاتلين الحوثيين من قاعدة العند العسكرية التي تعد واحدة من أكبر وأهم القواعد الجوية باليمن، وذلك وفقًا لقائد عسكري يمني رفيع.
وذكرت الصحيفة أن التحالف العربي السني بقيادة السعودية، والذي يضم الإمارات، يشن حملة قصف جوي ضد الحوثيين منذ مارس الماضي، معتبرًا أن الحوثيين القادمين من شمال اليمن يقاتلون لصالح إيران، العدو الإقليمي للسعودية.
وأضافت الصحيفة أن الحوثيين يعترفون بتحالفهم مع إيران، لكنهم ينفون عملهم كوكيل لها، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اعتبرت أن السعودية هي التي ضخمت العلاقات بين طهران والحوثيين.
وقالت الصحيفة إن وصول القوة الإماراتية يجعلها أول قوة أجنبية كبيرة تدخل الحرب البرية في اليمن.
ويستغرب مراقبون سرعة إرسال الإمارات جنود على الأرض إلى عدن وهي لا تزال تتعرض لقصف حوثي من حين لآخر. متسائلين إن كان حسب الإماراتيون حساب إرسال قوات برية لليمن ما قد تكون عرضة للاستهداف الحوثي أم أنها حصلت على تطمينات ما من جانب الحوثيين او قوات المخلوع صالح نظرا لشائعات تتحدث عن علاقة بين صالح والإمارات، وأن المقاتلات الإماراتية قصفت أكثر من مرة قوافل من المقاومة اليمنية متذرعة بخطأ في المعلومات والإحداثيات؛ ليطرح المراقبون تساؤلا كبيرا: هل هناك صفقة ما تقضي بتفريغ عدن من الحوثيين ومن المقاومة اليمنية وخاصة الإسلامية منها وتسليمها لجنود التحالف؟
ويربط مراقبون بين زيارة خالد بحاح نائب الرئيس اليمني للإمارات (3|8) واجتماعه بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد ثم اجتماعه بنائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد وزيارة الأخير بعد ظهر اليوم لمقر قيادة القوات المسلحة الإماراتية في أبوظبي والتطورات المتلاحقة في عدن، ومن قبلها زيارة خارجية السعودية عادل الجبير والتقائه بمحمد بن زايد الذي أفاد بتطابق المواقف مع الرياض في الأزمة اليمينة.