أعلن البرلماني الكويتي السابق، المحامي ناصر الدويلة، مثوله هو وشقيقه مبارك الدويلة والداعية طارق السويدان أمام المحاكم في الكويت؛ "بتهمة معارضة الانقلاب في مصر".
وكتب الدويلة في تغريدة له على حسابه الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "أمس مثلت للمحاكمة أنا وشقيقي مبارك الدويلة والداعية د.طارق السويدان بتهم تتعلق بمعارضتنا للانقلاب، وقتل المدنيين في مصر أمام القضاء الكويتي".
والدويلة معروف عنه رفضه القوي لانقلاب السيسي ضد الرئيس محمد مرسي ويعبر دائما عن مواقفه بتغريدات على حسابه بتويتر، وأحيانا يكون مصدر معلومات وتنبؤات تشهدها الساحة المصرية. وشقيقه مبارك يواجه محاكمة غيابية في الإمارات بسبب تساؤل إعلامي له في برنامج تلفزيوني وجهه لولي عهد أبوظبي، ما دفع جهات وشخصيات إماراتية أمنية برفع قضية إساءة وتشهير وسب وقذف لرموز الدولة. وكان مبارك تساءل: "لماذا يتم استهداف الإسلام السني فقط من جانب محمد بن زايد؟"، على حد قوله.
وأضاف ناصر في تغريداته حول محاكمته وأخيه والسويدان: "اليوم قدمت للمحاكمة للمرة الثالثة بتهم تتعلق برفضي للانقلاب وقتل الأبرياء في مصر أمام القضاء الكويتي أيضاً، ويبدو أنني سأواجه العديد من القضايا"، مشيراً إلى أن "محاكمة الدعاة إلى الله ومكافحة الاعتدال والوسطية هي سمة حكومة الشيخ جابر المبارك، ويبدو أن الشيخ ناصر المحمد يملك خيوط لعبة العرائس"، حسب تعبيره.
ومنذ الربيع العربي تشهد الكويت "انتكاسات حقوقية" متلاحقة حسب وصف ناشطين في مجال حقوق الإنسان فأصبحت الحكومة تقاضي كل من يستخدم حق التعبير في "تويتر" بتهمة السب والإساءة، وقامت بسحب الجنسيات من بعض الناشطين السياسيين وأقرت قانون انتخابات لمجلس الأمة (البرلمان) يمنع فوز المعارضة وخاصة الإسلامية منها. وسبق ذلك، وفق ما يؤكده ناشطون كويتيون، حملة تحريض إعلامي مارسها الفريق ضاحي خلفان على إسلاميي الكويت وإسلاميي الخليج عموما.
وتابع ناصر الدويلة: "إذا دخلت السجن، فهي مؤامرة حيكت ضدي من قبل تيار مناصر لرئيس الوزراء، وتيار أذكى مناصر للشيخ ناصر المحمد. الله لا يجعلهم يحكمون الكويت".
وقال الدويلة: "الكويت بلد السلام والحرية والديمقراطية، لكن تيار ناصر المحمد وسلوك حكومة جابر المبارك، معاد للقيم الدستورية وللحرية والاعتدال".
وزاد الدويلة في تغريداته: "سيكون القضاء فاصلاً بيننا، لكن استخدام السلطة في غير موضعها مؤشر على ثقافة وعقيدة القطبين ناصر المحمد وجابر المبارك، وعلى الأسرة أن تراجع نفسها، قبل أن نتمسك بالشرعية في مصر علينا أن نصلح سلوك حكومتنا وسلوك الشيوخ المرشحين لتولي حكمنا، فالشعب الكويتي يتمسك بشرعيته ولا يتراجع عنها أبداً".
وقدمت الكويت إلى جانب السعودية والإمارات مساعدات مالية ونفطية لنظام الانقلاب بمصر ما جعلها عرضة لانتقادات واسعة من مختلف أطياف الشعب الكويتي وقواه السياسية والحقوقية.
ووجه الدويلة حديثه للشيخ جابر المبارك والشيخ ناصر المحمد، قائلاً: "أقول للشيخ ناصر المحمد وللشيخ جابر المبارك: ما ظهر من سلوك تياركم وتصرفاته لا تجعلنا نثق بمستقبل الكويت، إذا آل الأمر لكم، فكفوا أذاكم، الأسرة الحاكمة الكريمة ابتعدت طول عمرها عن أن تكون طرفاً في الصراع السياسي إلا في عهد ناصر المحمد وجابر المبارك مع الفارق بين الاثنين".
ويرى متابعون أن إشكالية تحول الأسر الحاكمة لطرف في السجال السياسي في دول الخليج لا يتوقف على الكويت. فأجهزة أمن الدولة في عموم الدول الخليجية أقنعت الأسر الحاكمة بأن تحقيق المطالب الشعبية تتعارض مع مصالح هذه الأسر وقد انطلى هذا الأمر على غالبية العائلات الحاكمة دون أن تدرك أن أجهزة الأمن تستغل احترام شعوب الخليج لها في فرض مصالح هذه الأجهزة فقط.