قال مصدر دبلوماسي كويتي، إن ما طرأ بين السعودية والكويت حول إيقاف الإنتاج في المنطقة النفطية المشتركة: "لا يعدو كونه مجرد اختلاف عابر بين البلدين لا يمس العلاقات المتينة، ولن يؤثر عليها بأي شكل من الأشكال"، مشيراً إلى أن اجتماعاً بين الجانبين من المحتمل عقده في الكويت، خلال شهر سبتمبر المقبل، في إطار إنهاء الاختلاف.
وأوضح المصدر للصحافة السعودية، أن أي خلاف بين المملكة والكويت يمكن أن يعالج في إطار العلاقات الأخوية التاريخية، ومن منطلق الحرص على مصلحة البلدين، "ولسنا قلقين في الوقت ذاته من تطور الخلاف الفني، لأننا على ثقة بالقدرة على تجاوزه والوصول لما يعزز الروابط بين البلدين ويوطد العلاقات".
وأشار إلى أن "التواصل بين البلدين لم ينقطع في الفترة الماضية، حيث اجتمع الجانبان في العاصمة السعودية الرياض لبحث الأمر، ومن المرجح أن يُعقد اجتماع آخر في الكويت خلال الشهر المقبل لدفع الملف نحو الحسم"، مشدداً في الوقت ذاته على أن اللقاء المرتقب لن يكون الأخير.
وكانت السعودية والكويت شكلتا لجنتين لمناقشة سبل إعادة الإنتاج من المنطقة المقسومة المحايدة، يترأسها من الجانب السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان نائب وزير البترول، ومن الجانب الكويتي الشيخ محمد العبد الله الصباح.
وعقدت اللجنة أول اجتماع لها في الرياض في شهر يونيو الماضي، وإلى جانب ملف الوفرة فإن اللجنة كذلك تعمل على حل ملف حقل الخفجي البحري، الذي توقف الإنتاج منه في أكتوبر العام الماضي.
وبدأ إيقاف الإنتاج من الوفرة في مايو الماضي؛ بهدف الصيانة الدورية، كما أعلن وزير النفط الكويتي علي العمير، ولكنه عاد ليوضح أن الإيقاف قد يطول؛ نظراً لوجود بعض الأمور العالقة مع الجانب السعودي.
ومؤخرا تم تسريب وثيقة من وزارة النفط الكويتية بشأن الخلاف النفطي مع السعودية تضمنت وصفا للمفاوضين السعوديين بأنهم عنيدون، وفي حين اعترفت الوزارة بالوثيقة أطلقت حملة تحقيقات داخلية للكشف عن مصدر تسريبها كونها سببت حرجا كويتيا. وترتبط الكويت والسعودية تحديدا بعلاقات قوية وتاريخية يستذكرها الكويتيون وخاصة في الثاني من أغسطس من كل عام والذي شهد الغزو العراقي لبلادهم قبل 25 عاما ووقوف الرياض إلى جانب الكويت وموافقتها على استدعاء قوات التحالف الدولي والتي بدورها أجبرت الجيش العراقي بالانسحاب من الكويت بعد نحو 6 شهور من احتلالها.