بعد موجة عارمة من الاعتراضات و الانتقادات لعدد ساعات الدوام المدرسي و الزيادة التي أقرتها وزارة التربية و التعليم لهذا العام، قامت وزارة التربية بمطالبة إدارات المدارس بإعفاء الطلاب في كل المراحل الدراسية من طابور الصباح، و تخفيف العبء الدراسي اليومي على حساب حصص النشاطات. على أن يستمر هذا الأمر لمدة أسبوعين من بدء العام الدراسي الجديد المقرر الأحد المقبل (30|8) مراعاة للظروف المناخية المصاحبة لبدايته.
و كانت وزارة التربية و التعليم قد أقرت بزيادة عدد الحصص اليومية لتصل إلى 8 حصص، الأمر الذي سيضطر بعض الطلاب و الطالبات لمغادرة مدارسهم في وقت متأخر كل يوم، قرابة الساعة 3:30 مساءً. ناهيك عن الإرهاق الشديد الذي يصيب الطلاب و المعلمين جراء طول الدوام المدرسي و زيادة عدد الحصص.
و شهد يوم أمس موجة عارمة من الاستياء و الاعتراض، شملت أولياء أمور الطلبة و الطلبة و المعلمين و الإداريين في مختلف مدارس الدولة، حيث تقدم بعض المعلمين في الاستقالة من مناصبهم و نشر البعض الآخر تغريدات تعترض على هذه الزيادة الجديدة في عدد الحصص و فترات الدوام ما يضر بالطلاب و مصلحتهم و يزيد ساعات غيابهم عن البيوت.
و يأتي قرار إلغاء الطابور الصباحي و حصص النشاطات المدرسية للتخفيف من حدة التوتر و الشد الكبير الذي ظهرت معالمه خلال الأيام الماضية، و انتشرت العديد من التعليقات تحض الوزارة على مراجعة قرارها بشكل منهجي و سليم مخافة أن يؤدي هذا القرار لتدمير العملية التعليمية و التأثير سلباً على الطلبة.
و في رد فعل أولي من بعض أولياء الامور، انتشرت تعليقات على هذا الخبر تصفه بالإجراء التخديري الهادف إلى تطبيق القرار دون الالتفات إلى اعتراضات المتأثرين به. و كان أحد أولياء الأمور قد أبدى استياؤه من هذه القرارات الأخيرة قائلاً أن القرار سينفذ في الأسبوعين الأولين، لكن ماذا عن باقي الأسابيع الدراسية؟ هل سنستمر في إلغاء طوابير الصباح و حصص النشاط التي تغير مزاج الطالب في المدرسة إلى الأفضل في سبيل تطبيق هذه الزيادات؟.
و أبدى معلم آخر استغرابه من هذا القرار، إذ حرصت الوزارة على التأكيد دوماً على أهمية تعزيز روح الإنتماء للوطن و تعزيز الهوية الوطنية، و هو ما يتم بشكل كبير خلال الطوابير الصباحية و يمكن استغلال حصص الأنشطة به، فكيف نلغي مثل هذه الفقرات الهامة و المفصلية في حياة الطالب و لا نوليها الأهمية التي تستحق على حد تعبيره.
من جهتها أكدت وزارة التربية و التعليم أنها وضعت هذه الخطة تحت إشراف نخبة من التربوين المختصين العاملين في المجال التعليمي منذ فترة طويلة، و أبدت ملاحظتها لكم الاعتراضات الهائل الذي يرافق بدء العام الدراسي الجديد، إلا أنها لم تظهر أي نية لتغيير الخطة الموضوعة خاصة و أنه جرى اعتمادها من قبل الوزارة و توزيعها على مختلف المدارس و الهيئات التعليمية في الدولة.