تحقيق أمريكي رسمي بـ"قضايا فساد" يطال قادة عسكريين في الخليج
واشنطن
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
30-08-2015
يعتزم فريق من المحققين الأمريكيين، التوجه قريباً إلى بعض دول المنطقة، بينها قطر والكويت والعراق وتركيا، للمشاركة بجمع معلومات ميدانية عن "الفساد العسكري الأمريكي" المصاحب للعمليات الحربية الدائرة حالياً ضد تنظيم "الدولة".
وأفادت مواقع إخبارية نقلاً عن مصادر لم يحدد هويتها، وصفها بالمطلعة، أن لقاءات المحققين الأمريكيين سوف تقتصر على العسكريين ولن تخرج عن نطاق المنشآت العسكرية الأمريكية في الدول التي يزورونها، في إطار تحقيق رسمي من المقرر تقديم تقرير عن نتائجه للكونغرس في أكتوبر المقبل.
التقرير المرتقب سيتضمن تفاصيل مخالفات مالية وإدارية، وربما أمثلة أو أدلة لوقائع معينة عن تحريف حقائق ونشر أكاذيب تتعلق بانتصارات عسكرية وهمية، توجه أصابع الاتهام في الوقوف وراءها إلى مسؤولين وقادة عسكريين أمريكيين بالتورط، وما يزال التكتم الشديد هو سيد الموقف فيما يتعلق بالإفصاح عن هوياتهم.
وسيزور أعضاء فريق التحقيق، الكويت وقطر والأردن والعراق وتركيا، وربما غيرها من الدول المشاركة في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة".
واستبقت وزارة الدفاع الأمريكية وصول فرق التحقيق بتخصيص خطوط هاتفية ساخنة للإبلاغ عن أي وقائع فساد أو سرقة معدات أو تجاوزات بأي صوة من الصور، فيما حث المسؤولون في مكتب المفتش العام المشرف على أعمال الكونغرس الجنود الأمريكيين في الخارج على المبادرة بإرسال الشكاوى والبلاغات.
وتم تعميم الإعلانات المروجة لفضح فساد رجال المؤسسة العسكرية الأمريكية المنتشرين خارج بلادهم، بمن فيهم الجنود الأمريكيون في العراق والكويت، والمنتشرون في المياه الدولية، وفي أراضٍ تابعة لدول أخرى عربية وغير عربية.
وكان الكونغرس الأمريكي قد تلقى هذا الأسبوع تقريراً مشتركاً عن العمليات العسكرية الخارجية الأمريكية خلال الربع الثاني من العام الجاري، تضمن إشارات مبهمة عن أكاذيب وتحريف حقائق وممارسات إدارية ومالية فاسدة أسفرت عن ضياع ملايين الدولارات من الخزينة العامة، سوف يتكبدها في نهاية المطاف دافع الضريبة الأمريكي.
وجاء التقرير المؤلف من نحو 100 صفحة تحت عنوان: "تقرير الربع الثالث من العام الحالي إلى كونغرس الولايات المتحدة عن عمليات العزم الصلب"، وهي التسمية التي يقصد بها الغارات الجوية على مواقع "الدولة"، وشملت فترة التقرير المدة الواقعة بين الأول من أبريل والثلاثين من يونيو الماضي، أي النصف الثاني من العام الجاري.
وكشف النقاب مؤخرا أن قادة عسكريين أمريكيين يُزوُرون تقارير عسكرية وأمنية تعطي تفاؤلا بإمكانية التغلب على تنظيم "داعش" على خلاف الواقع الذي أثبت توسع التنظيم وعدد تضرره كثيرا رغم مرور أكثر من عام على بدء التحالف الدولي في توجيه ضربات إلى التنظيم في سوريا والعراق.
وتظهر هذه التحقيقات والتي تطال عسكريين أن الحكم العسكري ينطوي على فساد حتى ولو كان يعمل في ديمقراطيات عريقة، وهو ما دفع ناشطين إلى التساؤل عن الحكم العسكري العربي في دول عربية عديدة وخاصة إذا كان حكما عسكريا وصل للسلطة عبر انقلاب عسكري كما هو الحال في مصر، إضافة إلى دول عربية تتحكم فيها مؤسسات عسكرية وأمنية ولو "بقفازات مدنية".