شهدت العديد من المدن الأوروبية حملات تضامنية واسعة مع اللاجئين السوريين الفارين من ويلات الحرب في سوريا خاصة بعد توالي الأخبار عن غرق المئات منهم في عرض البحر الأبيض المتوسط، لتشمل موجات التضامن هذه المستويين الرياضي و الشعبي على حد سواء.
بدأت البادرة إثر قيام لاعبي المنتخب البرتغالي بالوقوف دقيقة صمت أثناء حصتهم التدريبية الخاصة للاستعداد لمباريات التصفيات الأوروبية، لتتبعها لافتات حملتها بعض الجماهير الألمانية أثناء مباريات فرقها في الدوري الألماني للترحيب باللاجئين القادمين إلى ألمانيا هرباً من ويلات الحرب.
وهكذا قامت كل من جماهير فولفسبورغ و بروسيا دورتموند، ونادي هامبورغ برفع لافتات و"تيفوات" تضامن مع اللاجئين السوريين القادمين إلى ألمانيا بعد رحلة طويلة وقاسية امتدت للآلاف الكيلومترات، وذلك بعد إعلان ألمانيا إلغاءها لقانون إعادة اللاجئين السوريين إلى أول بلد أوروبي دخلوه، الأمر الذي جعلها مقصد ألاف السوريين.
وفي ذات السياق دعت عدة اتحادات كروية في القارة الأوروبية أنديتها والأطقم المتواجدة في الملعب بالوقوف لدقائق صمت ترحما على أرواح اللاجئين السوريين الذين قضوا في عرض البحر الأبيض المتوسط، أو في شاحنات الموت في النمسا بلد العبور نحو ألمانيا.
وشهدت مباريات تصفيات كأس أمم أوروبا 2016 الخميس الماضي لفتة إنسانية، تجلت في وقوف المنتخبات المشاركة في التصفيات، دقيقة صمت للترحم على اللاجئين السوريين، خاصة بعد توالي الأخبار والتقارير المصورة التي اهتز لها العالم، والتي تظهر مئات الغرقى في السواحل الأوروبية والليبية، بعضها لأطفال في مقتبل العمر، غير أن صورة الطفل إيلان كردي كان لها تأثير قوي وانتشرت على نطاق واسع، وهو ما حرك عدة هيئات رياضية وإنسانية لتعلن تضامنها مع اللاجئين والتخفيف من معاناتهم.
وفي هذا السياق أصدر نادي ريال مدري الاسباني لكرة القدم السبت (5|9) بياناً أعلن فيه عن تبرعه بملغ مليون يورو لدعم اللاجئين الذي ستستضيفهم إسبانيا، وذلك وفاء منه بالتزامه بمبادئه الأخلاقية وقيم التضامن الإنساني. وقد اتخذ النادي ذلك القرار لدعم الأطفال والنساء والرجال الذي هربوا من بطش الحرب والموت والدمار في ديارهم حسب تعبير البيان.
وأضاف البيان الذي أورده الموقع الالكتروني للنادي أن إدارته تدرس عدة مبادرات لإيلاء اهتمام خاص باللاجئين الصغار والشباب، إلى جانب إتاحة بعض البنى التحية للنادي والمعدات الرياضية لتكون بمتناول اللجنة الوزارية التي أنشأتها الحكومة الاسبانية لتنظيم عملية إيواء اللاجئين واستقبالهم.
كما سبق وأعلن نادي بايرن ميونيخ بطل الدوري الألماني عن تضامنه مع اللاجئين السوريين، حيث أطلق مبادرة لجمع حوالي مليون يورو، وذلك من خلال لعب النادي لمباراة ودية ستخصص عائداتها لدعم اللاجئين، فضلاً عن تقديمه الوجبات الغذائية وتعليم اللغة الألمانية لفائدة الصغار، مما حذا باللجنة الأولمبية الدولية حذو النادي البافاري، إذ أعلن رئيسها توماس باخ أن المنظمة ستقدم مليوني دولار لمساعدة اللاجئين السوريين المتوافدين على ألمانيا.
في مقابل ذلك، لا زالت الاتحادات العربية والأندية الكروية المنضوية تحت لوائها تلتزم الصمت حيال أزمة اللاجئين السوريين، ولم تعلن أي جهة رياضية في الوطن العربي عن تضامنها أو عن أي مبادرة دعم لهؤلاء اللاجئين الذين أصبحت أزمتهم تتصدر الأخبار العالمية، ما عدا مبادرة متواضعة أقدم عليها نادي الزمالك المصري عير صفحته الرسمية على فيسبوك، حيث أعلن عن حملة لجمع التبرعات لم تلق رواجاً كافياً حتى الآن.
و تثار العديد من التساؤلات عن عدم إقدام الدول العربية على القيام بأي تدخل في سوريا من شأنه أن يخفف من حدة الصراع الدائر هناك و حفظ حياة و أرواح ملايين السوريين المهددة بالقتل كل لحظة، عدا عن قلة الدعم الذي تحظى به سوريا و لاجؤوها المشتتون في أصقاع الأرض من الدول العربية المختلفة.