دأبت مؤتمرات القمة العربية والخليجية والإسلامية ومناسبات أممية شتى على ذكر الجزر الإماراتية في بياناتها الختامية سواء نوقشت في الاجتماعات أم لم تناقش. ولكن وعلى نحو مختلف وبعد استشهاد 52 إماراتيا في اليمن وثبوت تورط السلاح الإيراني والاستخدام الحوثي ومليشيات المخلوع صالح في قتل الجنود الإماراتيين في اليمن وتصاعد التوتر الخليجي الإيراني وضع اجتماع مندوبي الجامعة العربية قضية جزرنا الإماراتية المحتلة منذ نحو 5 عقود في صدارة جدول الأعمال.
و جاءت مطالبات إيران بالانسحاب من الجزر الإماراتية، في صدارة أعمال الدورة العادية الـ144 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، برئاسة الإمارات، والتي تعقد بمقر الجامعة العربية في العاصمة المصرية القاهرة.
وفي كلمته خلال الافتتاح، أكد نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية على “حق الإمارات في جزرها المحتلة”، مطالبًا إيران بالانسحاب منها، ومعربًا عن أمله في التوصل لحل سياسي مناسب للأزمة اليمنية، وفقًا للقرارات الدولية.
من جانبه، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات أنور قرقاش، في كلمته، إن بلاده “لا تزال تؤكد على حقها في استعادة الجزر الثلاث التي تحتلها إيران”، مطالبًا بضرورة قبول إيران بالمفاوضات السلمية المباشرة لحل المشكلة المزمنة.
وتقع الجزر الثلاث (طنب الصغرى، طنب الكبرى، أبو موسى) في مضيق هرمز، عند مدخل الخليج العربي، وسيطرت عليها إيران عام 1971، مع انسحاب القوات البريطانية من المنطقة، ولا يمر اجتماع سياسي خليجي أو دولي تشارك فيه الإمارات إلا وتطالب إيران بتحرير جزرها الثلاث.
وتطرق قرقاش خلال كلمته إلى الأوضاع في اليمن، داعيًا إلى “ضرورة المضي قدمًا في دعم سلطة الرئيس عبدربه منصور هادي، وحكومته الشرعية”، مؤكدًا على “استمرار الإمارات في العملية العسكرية في اليمن حتى تحريره”.
ويتضمن جدول أعمال الوزاري العربي (يختتم أعماله في وقت لاحق من مساء الأحد)، 28 بندًا تتناول مختلف قضايا العمل العربي المشترك، على رأسها تطورات القضية الفلسطينية، ومستجدات الصراع العربي-الإسرائيلي، وقضية الاستيطان، واستيلاء إسرائيل على المياه العربية، والتنمية في الأراضي المحتلة، وتقرير حول المقاطعة الاقتصادية العربية لإسرائيل، والتحرك العربي للدفع قدمًا بعملية السلام.
وكان الوزير قرقاش قد صرح الجمعة (11|9) بأنه لا حاجة لإرسال مزيد من القوات الإماراتية إلى اليمن ويأتي تأكيده على مواصلة المشاركة الإماراتية في الحرب باليمن ضمن القوات الموجودة بالفعل وبعد قرار بسحب المجندين الإماراتيين من منتسبي الخدمة العسكرية الإلزامية من اليمن وعدم إرسال مجندين آخرين مستقبلا وفق ما أكدته مصادر خاصة لموقع "إمارات 71" نهاية الأسبوع الماضي.
ويطالب الإماراتيون أن تتخذ الدولة موقفا أكثر حسما من الاحتلال الإيراني وخاصة بعد تأكيد مصادر سياسية وعسكرية أن الصاروخ الذي أودى بحياة جنودنا في اليمن هو صناعة إيرانية وذلك بطرح مسألة احتلال الجزر وتفعيلها أمام المحافل السياسية الإقليمية والدولية إلى جانب التوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار يطالب إيران بالانسحاب من الجزر فضلا عن دراسة الدولة فرض عقوبات على دولة الاحتلال الإيراني.