في إجراء نادر في العلاقات الخليجية - الخليجية استدعت سلطنة عمان، عبر وزارة الخارجية سفير المملكة العربية السعودية لدى السلطنة عيد محمد الثقفي وسلمته مذكرة احتجاج على قيام طيران التحالف باستهداف منزل السفير العماني في العاصمة اليمنية صنعاء وأعربت له عن أسفها لهذا الحادث، مشيرة إلى أنها تنتظر تفسيرا له .
ويأتي توجيه هذه المذكرة كون الرياض هي التي تقود التحالف العربي في الحرب الدائرة حالياً في اليمن.
وجاء في مذكرة الاحتجاج التي نشرتها وكالة الأنباء العمانية: "نود إبلاغكم بأسفنا الشديد لاستهداف طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة في اليمن مقر سكن سفير السلطنة في العاصمة صنعاء مما أدى إلى تدمير المبنى ووقوع أضرار جسيمة، وإننا إذ نحتج على هذا العمل تجاه سلطنة عمان فإننا نطالب المملكة بتقديم تفسير لهذا التصرف "غير المقبول" تجاه مصالح السلطنة في صنعاء. لقد حرصت السلطنة منذ بداية هذه الحرب في اليمن أن تعمل بكل ما هو متاح من جهد مساعد للمملكة العربية السعودية وترى أن استمرار هذه الحرب على المدى غير المنظور قد يمثل تهديداً لاستقرار المنطقة، وتتطلع إلى بذل المزيد من الجهد في اليمن بشأن إنهاء الأوضاع الحالية وتشجيع الأطراف اليمنية على الحوار وتحقيق استقرار بلادهم".
وكانت أصدرت وزارة الخارجية العمانية بيانا اليوم نددت فيه باستهداف منزل سفيرها في صنعاء دون أن تشير إلى الجهة التي قصفت المنزل ودون أن تحمل أي طرف المسؤولية على ذلك، في حين هاجم ناشطون عمانيون قوات التحالف وخاصة السعودية مستبعدين أن يكون قصف منزل السفير جاء عن طريق الخطأ.
و تمتاز العلاقات الخليجية – الخليجية بالقوة والمتانة النسبية ونادرا ما تصل أي خلافات بينية إلى وسائل الإعلام باستثناء مرة واحدة في تاريخ هذه العلاقات عندما بادرت أبوظبي والرياض والمنامة بسحب سفرائهم من الدوحة العام الماضي بسبب رفض قطر الاعتراف بنظام الانقلاب في مصر وماوصلة قناة الجزيرة القطرية تغطيتها الإعلامية للثورة المصرية واستضافة عدد من قيادات المعارضة المصرية. واستمرت تلك الأزمة بضعة شهور وكادت أن تعصف بمجلس التعاون الخليجي قبل ان يتم تفكيك الأزمة وإعادة السفراء.
ولسلطنة عمان موقف مخالف لموقف دول الخليج العربي التي تشارك جميعها باستثناء السلطنة في عملية عاصفة الحزم ضد الحوثيين وقوات المخلوع صالح. وقد لعبت مسقط دور الوسيط بين المتمردين والحكومة اليمنية ولكن الوساطة والمفاوضات لم تصل إلى اختراقات نظرا لتمترس الحوثيين خلف مطالبهم الانقلابية. كما قامت مسقط بالوساطة بين إيران والغرب في الملف النووي وتوجت الوساطة بتوقيع اتفاق قابلته دول خليجية بتشكيك وفتور. كما تجري السلطنة حاليا دور الوساطة بين نظام الأسد ودول غربية وعربية لإعادة التعامل مع نظام دمشق وذلك باستقبال المسؤولين العمانيين مدير مخابرات نظام الأسد علي مملوك واستقبال وليد المعلم وزير خارجية النظام السوري.