زعم مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، أنه على "مسؤولي الإمارات عدم اعتمادهم على سياسة توجيه الاتهامات التي لا أساس لها إلى إيران بدلا من الأخوة والجوار معها" على حد تعبيره.
ودعا حكومة الإمارات إلى "إرسال الأغذية والأدوية لليمن بديلا عن السلاح"، على حد زعمه.
وأضاف في تصريح لوكالة أنباء فارس، "إنه وفي الفرصة المتاحة بعد الاتفاق النووي، يمكن للإمارات تعزيز الدور الفاعل والبناء في مجال التنمية الشاملة للتعاون التجاري والاقتصادي مع إيران"، على حد قوله.
من جهتها ردت الإمارات رسميا وإعلاميا على هذه التصريحات الإيرانية التي تحولت إلى سجال إعلامي بين أبوظبي وطهران.
وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش رد على تصريحات "عبد اللهيان" بحدة واصفا إيران بالمأزومة في اليمن وذلك بعد نحو يومين من تغريدات له أكد فيها أن إيران مهزومة في اليمن.
وقال قرقاش، "إن التصريحات الإيرانية التي دعت الإمارات لإرسال الغذاء والدواء إلى اليمن بدلاً من السلاح، تتطلب قراءة الأسباب والرد"، موضحاً أن "الإمارات والسعودية وجيران اليمن يوفرون الغذاء والدواء عبر كل المنافذ المتاحة، إثر الحرب التي تسبب فيها حلفاء إيران"، مطالباً طهران "بوقف تصدير السلاح والفوضى وعدم الاستقرار، والتدخل في شؤون العرب".
ودعا قرقاش إلى المقارنة بين "ملف الإمارات وملف طهران"، مشيرا إلى أن "هزائم طهران وحلفائها في اليمن مؤشر لمنطق جديد وتصحيح للعلاقة مع العالم العربي، ودليلها التصريحات المأزومة تجاه الإمارات"، مطالباً إياها بالتوقف عن "تصدير ثورتها والسعي وراء كسب جيرانها".
وإعلاميا رد رئيس تحرير صحيفة الاتحاد المحلية والصادرة في أبوظبي مباشرة على تصريحات عبد اللهيان في مقال له "بالاتحاد" بعنوان "إيران ومساعداتها اللاإنسانية في اليمن" واقترب مضمون مقاله من تغريدات قرقاش.
ومؤخرا زادت حدة السجالات الإعلامية بين الإمارات وإيران وهو الأمر الذي يعزوه محللون إلى الاختلاف بين الجانبين في الأزمة اليمنية رغم أن هناك ملفات عديدة سياسية واقتصادية تشهد تقاربا بينهما. متابعون للعلاقات الإيرانية الإماراتية يعتبرون أن الخلاف بين الدولتين في اليمن هو خلاف جديد وبعد عاصفة الحزم إذ يعتقدون أن مؤسسات في الإمارات تدعم تمرد الحوثيين وقوات المخلوع صالح نكاية بالإسلام الوسطي في اليمن مستندين إلى سيل من المواد الإعلامية التي ينشرها الإعلام الإماراتي المؤيد للحوثيين حتى وقت قريب.
أما الملفات التي يعتبرون أن هناك توافقا كبيرا بين طهران وأبوظبي فيها فهي التعاطي مع نظام الأسد وسعي الإمارات لتسويق تسوية سياسية تقترب كثيرا من التوجهات الإيرانية والمصرية والروسية، كما أن وثائق سعودية تم تسريبها مؤخرا صادرة عن سفارة الرياض في أبوظبي تشير إلى علاقات متميزة بين الإمارات وإيران مستدلة على زيارة "سرية" قام بها وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد إلى طهران العام الماضي، فضلا عن مطالبة طهران لأبوظبي بأن تعرقل أية مساع عربية لضرب نظام الأسد عسكريا مقابل التفاوض على الجزر الإماراتية المحتلة.
ومن المواقف التي التقت فيها المصالح الإيرانية الإماراتية بقوة في الفترة الأخيرة هو انتقاد الجانبين لزيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل للرياض في يوليو الماضي.
كما تدأب وسائل إعلام غربية على وصف دولة الإمارات بأنها المستفيد الأول اقتصاديا من رفع العقوبات الدولية عن طهران بعد الاتفاق النووي، وذلك قبل أن يكشف محلل سياسي عن جهود بذلتها الإمارات لإقناع أعضاء بالكونجرس الأمريكي للموافقة على الاتفاق النووي الإيراني.
