أعربت المملكة العربية السعودية عن قلقها البالغ جراء العمليات العسكرية التي قامت بها القوات الروسية في سوريا الأربعاء، مطالبة بوقفها الفوري.
وأوضحت على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله المعلمي، في كلمته أمام مجلس الأمن، والتي أكد خلالها أن محاولات الهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وإذكاء النزعات الطائفية "مثل ما تفعله إيران في العديد من دول المنطقة؛ هي ممارسات أثبت التاريخ مأساويتها وأظهر الحاضر إخفاقها".
من جهته وصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الضربات الروسية التي بدأت الأربعاء(30|9) على مواقع المعارضة السورية، بأنها "تصعيد وموضوع خطير جداً".
وأضاف الجبير في تصريح صحفي مقتضب نشرته وسائل إعلامية، أن بلاده "تدرس الموضوع بدقة وتنظر في الخيارات".
وأكدت المملكة حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية، أن تحقيق الأمن والسلم في سوريا يتطلب قيام تحالف عريض يتصدى لجذور المشكلة المتمثّلة في استمرار النظام السوري وامتناعه عن الامتثال لبيان (جنيف 1)، الذي نص على إنشاء حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية واسعة النطاق، مشيرة إلى أن بشار الأسد، ونظامه لا يمكن أن يكون طرفاً في أي حرب ضد الإرهاب؛ "لأنه يمثل الإرهاب بعينه".
كما عبّر السفير المعلمي عن قلق المملكة البالغ جراء العمليات العسكرية الروسية في حماة وحمص، "وهي أماكن لاتتواجد فيها داعش، وخلفت العديد من الضحايا الأبرياء"، مطالباً باسم المملكة بالوقف الفوري لها وضمان عدم تكرارها.
وقال ناشطون سوريون إن طائرات تابعة للجيش الروسي قصفت مجموعات تابعة للجيش الحر في ريفي حمص وحماة، وأشار الناشطون إلى أن سرب طائرات روسياً أغار علی مواقع لتجمع "كتائب العزة" التابعة لغرفة عمليات الموك، المدعومة غربياً.
ونشر الناشطون صوراً للطائرات الروسية التي بدت أنها من طراز سوخوي 24، وأكدوا أنها استهدفت أحد مقار تجمع كتائب العزة في ريف حماة.
وتوالت الأنباء عن أن القصف الروسي طال مواقع أخری في ريف حماة، خاصة في بلدة اللطامنة وقرى سهل الغاب، كما شمل تلبيسة ومواقع أخرى في ريف حمص الشمالي.
وأعلنت موسكو ظهر اليوم أن المنظمات التي تستهدفها في سوريا "متفق عليها" مع النظام في أول اعتراف روسي ضمني بقصف جماعات المعارضة السورية. وقد قصفت الطائرات الروسية ظهر اليوم المعارضة السورية التي تحاصر بلدتين شيعيتين في حلب يحاصرهما الثوار ردا على حصار النظام لريف دمشق للسنة الرابعة على التوالي، ما يؤشر أن موسكو تسعى لإنقاذ النظام وليس ضرب داعش كما تزعم.