نشر موقع "المونيتور" الأمريكي مقالا للبروفيسور "فيتالي نعومكين" مدير معهد الدرسات الشرقية بأكاديمية العلوم الروسية والأستاذ بكلية السياسات العالمية بجامعة موسكو ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية بالعاصمة الروسية، أشار فيه إلى أن روسيا يبدو أنها لم تتوقع قيام الرياض برد فعل سلبي على الحملة العسكرية التي تشنها موسكو في سوريا، باعتبار أن الجهاديين في سوريا يهددون أمن المملكة كما يهددون أن روسيا.
وتحدث عن أن الأيام الماضية أظهرت أن روسيا بينما تستمر في حملتها الجوية ضد "داعش" وجبهة النصرة في سوريا، تعطي اهتماما للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية.
وذكر أن بعض المحللين يعتقدون أن موسكو بدأت تميل لفكرة أن التوصل إلى حل سياسي للمنطقة سيشمل سوريا ما بعد رحيل الأسد، وهو ما توقعه "نيكولاي كوزانوف" من مركز "كارنيجي" بموسكو.
وأشار الكاتب إلى أن روسيا تعتقد أن ما تفعله يخدم مصالح العالم الإسلامي كله ومن بينهم الدول ذات الأغلبية السنية ومن بينهم 20 مليون مسلم روسي، وليس فقط مصالح الشيعة والأقليات غير المسلمة في الشرق الأوسط.
وأضاف الكاتب إلى أن تلك الرؤية الروسية تستند إلى أن السنوات الماضية شهدت أجزاء عدة في شمال القوقاز ومنطقة الفولجا سقوط ضحايا من الأئمة ورجال الدين البارزين على يد متطرفين، فضلا عن ارتفاع عدد المسلمين المؤيدين لداعش على الإنترنت والمنضمين إليه متخطيا مستوى الخط الأحمر.
وذكر أن التدخل العسكري الروسي في سوريا ما كان له أن يكون فعالا بدون التعاون الوثيق مع إيران، وهو التعاون الذي أغضب السعودية، لكن هناك بعض الأصوات المؤيدة للتدخل الروسي في المملكة من أجل إضعاف "داعش".
ولكن في الحقيقة، وخلافا لما يقوله الكاتب فإن بوتين لم يتدخل ضد "داعش" وإنما تدخل لمنع انهيار نظام الأسد الآيل للسقوط وعليه فقد كان الموقف السعودي حاسما وتم إبلاغه مباشرة إلى الروس في زيارة محمد بن سلمان الأسبوع الجاري واجتماعه مع الرئيس الروسي بوتين، متوعدا "بنفير سني" وأن تدخل الروس "له عواقب وخيمة" وسط تأكيد الرياض على مواقفها الرافضة لأن يكون بشار الأسد جزءا من أي حل سياسي في مستقبل سوريا.