أحدث الأخبار
  • 10:13 . منتخبنا الوطني يتقدم خمسة مراكز في تصنيف "فيفا"... المزيد
  • 10:12 . أبوظبي للتقاعد: لا تعديلات جديدة على شروط استحقاق التقاعد... المزيد
  • 09:19 . الرئيس الجزائري يبحث مع وزير الداخلية السعودي تعزيز التعاون... المزيد
  • 08:02 . المعارضة السورية تسيطر على بلدة إستراتيجية وتقترب من حلب... المزيد
  • 07:59 . "فلاي دبي": رحلات بيروت لا تزال معلقة... المزيد
  • 12:39 . استثنى معتقلي الرأي .. رئيس الدولة يأمر بالإفراج عن أكثر من ألفي سجين بمناسبة عيد الاتحاد... المزيد
  • 12:38 . "كأس رئيس الدولة للخيول العربية" تنطلق بأبوظبي 15 ديسمبر... المزيد
  • 12:19 . النفط يتراجع بعد قفزة مفاجئة في مخزونات البنزين بالولايات المتحدة... المزيد
  • 12:09 . أسعار الذهب تتراجع بضغط من ارتفاع الدولار... المزيد
  • 11:19 . قرقاش: آن الأوان لاستعادة الهدوء ووقف الحرب في غزة... المزيد
  • 11:17 . متظاهرون إسرائيليون قبالة منزل نتنياهو يطالبون باتفاق لتبادل الأسرى في غزة... المزيد
  • 11:06 . الصين تطلق سراح ثلاثة أمريكيين بعد سنوات من الدبلوماسية... المزيد
  • 11:05 . باحثون أستراليون يطورون روبوتات متناهية الصغر لعلاج السرطان... المزيد
  • 11:05 . لامين جمال يفوز بجائزة الفتى الذهبي لعام 2024... المزيد
  • 11:03 . أبطال أوروبا.. ليفربول يحسم المواجهة الكبيرة ضد ريال مدريد المتعثر بثنائية نظيفة... المزيد
  • 10:49 . يوفنتوس يتعثر ودورتموند يرتقي للمركز الرابع في أبطال أوروبا... المزيد

كيف أحرج محمد بن راشد السيسي أمام المصريين وكيف خذل الأخير الدولة؟

محمد بن راشد مصطحبا السيسي في جولة بشوارع دبي
خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 29-10-2015

رغم الحفاوة في استقبال قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي في زيارته لأبوظبي ودبي إلا أن هناك مؤشرات ومواقف أعطت انطباعات بأن العلاقات بين أبوظبي ونظام القاهرة ليست "صحيحة" تماما. فما هي هذه المؤشرات وكيف أحرج نائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد، السيسي، وكيف خذل السيسي الدولة؟

بين شوارع دبي وشوارع الاسكندرية
اصطحب محمد بن راشد في سيارته الخاصة السيسي في جولة إلى دبي حيث الشوارع الفسيحة والنظيفة والأبراج ومظاهر التطور العمراني والأمن والاستقرار وتسخير إمكانيات الدولة لنهضة الدولة مقابل الحال في مصر، حيث تكاد تنعدم الحياة والأمن والاستقرار في أرجاء مصر وخاصة في أعقاب غرق مدينة الاسكندرية مرتين بمياه الأمطار تزامنا مع زيارة السيسي للدولة.
المصريون الذين رأوا السيسي يتجول في شوارع دبي تاركا مصر والاسكندرية تواجه مشاكلها الناتجة عن الإهمال والفساد وحكم العسكر التسلطي انتباهم السخط على تجاهل السيسي لمآسيهم. ففي الوقت الذي أراد نائب رئيس الدولة "تكريم" عبد الفتاح السيسي كان الإحراج للأخير مضاعفا له أمام 90 مليون مصري. في حين رأى ناشطون أن الشيخ محمد بن راشد تعمد اصطحاب السيسي إلى شوارع دبي ليطلع السيسي على الفروق الهائلة بين ما عليه الدولة وما هي عليه مصر.
الكاتب الصحفي جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة "المصريون" كتب مقالا بعنوان "سفر السيسي وكارثة الاسكندرية"، انتقد فيه صراحة سفر السيسي إلى الإمارات تاركا خلفه مأساة الاسكندرية. وقال سلطان، "نشرت الصحف والفضائيات مشاهد له (السيسي) مع حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد وهو يتجول في الشوارع بسيارته، في شوارع دبي، يتفقد الطرق ويرى "الإنجازات"، وكانت المقارنة شديدة الإيلام للمواطنين هنا، لأن المنطق يقول أن هذه الجولة من رئيس الجمهورية تكون في شوارع الاسكندرية وليس في شوارع دبي، وتفقد مواقع الخطر في المدينة ومتابعة خلية أزمة لإصلاح المهترئ من المصارف والبنية الأساسية ووقف أي توابع أخرى خطرة، بينما الرئيس يتجول بسيارة الشيخ بن راشد في شوارع دبي".


السيسي يخذل الدولة
منذ مدة وتطرح الدولة أنها تملك نموذجا تنمويا وحضاريا قابلا للتطبيق في الدول العربية، وبالفعل هي تقدم أن دعمها لمصر وعدن وغيرهما كنماذج تنموية للتجربة الإماراتية التي يمكن أن تشكل البديل عن الفوضى والدمار الذي يملأ الوطن العربي. الحديث عن النموذج الإماراتي تحدث عنه الشيخ محمد بن راشد لمجلة "نيوزويك" الأمريكية اليوم (29|10) قائلا،" اليوم جزء كبير مما نصنعه في دولة الإمارات هو بناء نموذج ناجح للمنطقة، نموذج تستطيع أي دولة أو شعب أن يتبناه"، وتابع،" هو نموذج من داخل المنطقة يصلح للتطبيق في المنطقة بكل تعقيداتها وتداخلاتها وتاريخها وإرثها الثقافي والسياسي والاجتماعي".
وعبر الشيخ محمد بن راشد عن إحباطه من الزعماء العرب في المقابلة، قائلا، "لا أحب كثيراً الخوض في قصصي مع الزعماء العرب، لأن بعض القصص مما يدمي القلوب". وعن تجربته مع القذافي قال الشيخ، اقترحت عليه (القذافي) أن تكون هناك لجنة لبدء بعض المشاريع.. فوافق.. أرسلنا فريقنا هناك عدة مرات لكن للأسف لم تكن هناك دولة ومؤسسات نستطيع التعامل معها.. بل علاقات ومحسوبيات وفساد.. ونحن لا نستطيع العمل في هذه الأجواء". ولذلك، يرى ناشطون أن الحال التي عليها ليبيا هي نفس الحال التي عليها مصر الآن ومنذ الحكم العسكري عام 1952، وهو ما دفع محلليين للقول، بأن السيسي خذل الدولة بعد نحو 66 مليار درهم من الدعم المالي والنفطي قدمتها الإمارات لنظام السيسي في غضون عامين، ومع ذلك لا يزال الاقتصاد والأمن والاستقرار في تراجع. فهل وصل الشيخ محمد بن راشد لنفس الاستنتاج في حالة السيسي ومصر، ما دفعه لاصطحاب السيسي في شوارع دبي لعله يرى الفرق، فيتدارك الانهيار التام في استثمار الدولة في مصر؟


مؤشرات التغير اتجاه السيسي
أثناء زيارة السيسي للدولة غرد الأكاديمي عبد الخالق عبد الله على حسابه بتويتر، مؤكدا أن استثمار الإمارات لا يكون في الأشخاص مهما علا شأنهم، وإنما تستثمر الدولة في الشعب المصري والمجتمع والمؤسسات المصرية، بعد أن قال "عبدالله" في مقابلة العام الماضي "إن الإمارات استثمرت في مصر بصورة كبيرة جدا".
أما المؤشر الآخر لبعض التغير فورد في مقال للكاتبة عائشة سلطان في "الاتحاد" اليوم (29|10) بعنوان، "نظرة على الحالة العربية الراهنة"، قالت فيه،"هل من الطبيعي أن تغرق عروس المتوسط (الإسكندرية) بينما يتبادل نشطاء مواقع التواصل تبادل التهم، وهل من الطبيعي أن تحتل مصر على مؤشر الأداء التعليمي المركز 139 من بين 140 دولة !!"، وتابعت "سلطان"، "مصر دولة مؤسسات راسخة وقديمة، لكن البيروقراطية والفساد الإداري للأسف ينخران في أسس هذه الدولة، كما نرى اليوم، ولابد من عمل كبير لإيقاف التدهور!".
وإزاء ذلك، يتساءل ناشطون هل تكونت قناعات لدى قيادة الدولة بأن الاستثمار في السيسي هو استثمار خاسر، وأنها بلغت حدا من اليأس منه بعد خذلها في النموذج الذي كانت تسعى لتقديمه للعرب، وهل يجاهر الشيخ محمد بن راشد قريبا بصدق توقعاته عندما طالب بعدم ترشح السيسي للرئاسة، فترك السيسي إعلامه لمهاجمة حاكم دبي؟!

أما أهم المؤشرات الشعبية، فهو استطلاع رأي نشره الناشط الحقوقي أحمد منصور على حسابه استفتى فيه الإماراتيين إن كانوا يرحبون بزيارة السيسي من عدمها في الدولة، فتبين أن ثلاثة من كل أربعة إماراتيين لا يرحبون بهذه الزيارة.