أصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم قراراً نهائياً بالانسحاب رسمياً من المباراة التي كان من المزمع إقامتها بين المنتخبين الفلسطيني والسعودي يوم الخميس المقبل على استاد فيصل الحسيني في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وأكد الاتحاد السعودي على أنه قد قام بإرسال خطاب إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم لإعلامه بقراره الانسحاب من هذه المباراة المقررة في التصفيات المشتركة المؤهلة إلى كأس العالم 2018 و كأس آسيا 2019.
وفي خطابه إلى الفيفا أرجع الاتحاد السعودي قراره هذا بالانسحاب إلى المخاوف الأمنية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية والتي من شأنها تهديد سلامة لاعبي البعثة السعودية، بالإضافة إلى عدم رد الفيفا على مذكرات سابقة أرسلها الاتحاد السعودي متعلقة بهذا الشأن.
ويضع هذا الانسحاب الاتحاد السعودي بمواجهة أنظمة الفيفا المتعلقة بحالات الانسحاب بعد رفضه لمواجهة المنتخب الفلسطيني في رام الله، حيث كانت الفيفا قد أقرت لفلسطين حقها في استقبال مباريات منتخبها على أرضها في الداخل المحتل.
وبحسب اللوائح المعمول بها في الفيفا والاتحاد الآسيوي فإن عقوبة السعودية قد تكون، اعتبار المنتخب السعودي خاسراً لنقاط المباراة دون أي تبعات لذلك. أو اعتبار المنتخب السعودي خاسراً لجميع مواجهاته المتبقية في التصفيات أو اعتبار المنتخب السعودي خارج التصفيات بالأساس أو تجميد المشاركات الدولية للمنتخب السعودي لمدة موسمين على الأقل بالإضافة إلى غرامة مالية تقدر ب 10 آلاف فرنك سويسري. وهو ما يضع احتمال تواجد المنتخب السعودي في كأس العالم المقبلة تحت الخطر.
وكان من المفترض إقامة المباراة في 13 أكتوبر الماضي، لكن محاولات اتحاد الكرة السعودية أفلحت بتأجيل اللقاء، فيما لم تكن الأمور محسومة حينذاك ليعلن الفيفا إقامتها برام الله بعد نقض قرار سابق بإقامتها خارج فلسطين.
وعزا الرياضيون السعوديون، رفضهم اللعب في رام الله إلى مسوغات "دينية وأخلاقية" وتقاليد لمؤسسة الحكم السعودية التي تمنع الاقتراب من أي شبهات للتطبيع مع الاحتلال فيما لم يعتبر الاتحاد الفلسطيني ذلك "تطبيعاً".
واتهمت الأوساط السعودية جبريل الرجوب رئيس اتحاد الكرة الفلسطينية، بالتسبب بالإحراج نظراً لـ"موقفه المتشدد وغير المتوقع"، إذ لطالما شدد على أن اللوائح الدولية تؤشر على قانونية وحق الأرض الفلسطينية باستضافة هذه المباراة.
وبين جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم "أنه كل ما يخشاه هو أن موافقته اللعب خارج فلسطين، سوف تؤدي في المستقبل إلى عدم اللعب مطلقاً على الأراضي الفلسطينية وتهجير الرياضة"، مبيناً أنه ما من مبرر للخوف السعودي من اللعب في فلسطين، مقدماً عدة عروض للجانب السعودي للعب في فلسطين برعاية أردنية ومن الفيفا.
وكان منتخبنا الوطني من أوائل المنتخبات التي قامت باللعب ضد فلسطين داخل أراضي الضفة الغربية دون إبداء أي ملاحظة على مسألة التطبيع مع الاحتلال والشبهات التي تدور حول هذه القضية.
من جهة أخرى كشفت بعض المصادر المطلعة في الاتحاد الفلسطيني عن كمية الضغط الذي مارسه اتحاد الكرة الإماراتي لمنع الاتحاد الفلسطيني من الموافقة على مسألة نقل المباراة خارج فلسطين. خاصة وأن المنتخب الوطني كان قد تعادل مع فلسطين في المباراة التي جرت بينهما بحجة الحرص على تكافؤ الفرص.
وتواردت مؤخراً الأنباء عن توصل الاتحادين الفلسطيني والسعودي إلى اتفاق بنقل المباراة إلى الأردن على إثر اتصالات مكثفة جرت بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفلسطيني محمود عباس لحل هذه الأزمة.