كشف مزاد علني لأثمن الهدايا التي تلقاها الملك الإسباني عن عرضه لهدية إماراتية فاخرة وتم صناعتها بطلب ومواصفات خاصة هي عبارة عن سيارتي "فيراري" قدمها له نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد.
ففي إطار سياسة التقشف والتخلي عن مظاهر البذخ، قرر القصر الملكي الإسباني بيع بعض الهدايا المرتفعة الثمن التي وصلت الملك خوان كارلوس والد الملك فيليب السادس، وعلى رأسها سيارتا "فيراري" قدمتا من دولة الإمارات، لكن الدولة الإسبانية فشلت في إيجاد مشتر لهما.
وخلال الثلاث سنوات الأخيرة من حكم الملك خوان كارلوس، حصل في زيارة له إلى الإمارات على سيارتي فيراري من الشيخ محمد بن راشد، وأردفت صحيفة "القدس العربي" التي أوردت النبأ، أن الملك قبل السيارتين على مضض، إذ لا يسمح البروتوكول والأعراف برفضهما، لكنه لا يريد أن يظهر بالملك الباذخ.
وكان الملك يعلم أن وجود سيارتي فيراري في حظيرة سيارات القصر سيثير الكثير من الاحتجاجات، خاصة وأن البلاد تمر في أزمة اقتصادية خانقة للغاية من عناوينها آنذاك تجاوز البطالة حاجز الخمسة ملايين، بينما استقرت الآن في حاجز الأربعة ملايين، وهي الأعلى من نوعها في دول الاتحاد الأوروبي.
وتفادى الملك خوان كارلوس استعمال السيارتين أو أخذ صورة تذكارية معهما خوفا من ردود فعل الرأي العام الإسباني، بل وتخلى للدولة عن سفينة رحلات أهدتها له مجموعة من رجال الأعمال الإسبان. وترك أمر السيارتين رفقة هدايا عربية أخرى غالية الثمن للملك الجديد فيليبي السادس الذي تولى العرش بداية صيف 2014.
وقرر القصر إحالة السيارتين على هيئة التراث الوطني ثم مصلحة الضرائب للدولة التي قررت بيعهما والاستفادة من سعرهما في ترميم مستشفى أو مدرسة أو دعم مشروع للبحث العلمي.
وأعلنت مصلحة الضرائب في أكتوبر الماضي عن عرض بيع سيارتي فيراري في المزاد العلني بسعر 350 ألف يورو للواحدة، وحددت الجمعة الماضية كأجل للبيع. وما حصل هو عدم تقدم أي مواطن إسباني أو أجنبي بعرض مالي لاقتنائهما وفق الشروط المحددة من طرف المصلحة المذكورة رغم أنهما من أحسن طرازات فيراري وفيهما مواصفات خاصة طلبتها الإمارات العربية لا تتوفر في الفيراري العادية.
في الوقت ذاته، لا ترغب الدولة في الاحتفاظ بهما، ولكنها تخرق عرف بيع الهدايا، علما أن «الهدايا لا تباع ولا تمنح مجددا كما أنها لا ترد»، ولا تستطيع تقديمهما كهدايا لأن القانون الإسباني ينص على نوعية الهدايا لزعماء الدول أن تكون إسبانية ولا تتجاوز قيمتها في أقصى الحالات 150 يورو. في الوقت ذاته، لا ترغب الدولة في الاحتفاظ بهما بسبب مصاريف الصيانة المرتفعة.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن تقديم هدايا لزعماء ومسؤولين حول العالم أو تقديم فرص وظيفية مرموقة. فقد كشفت صحف بريطانية مؤخرا أن أبوظبي كافأت المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون بوظيفة مدير "أكاديمية الإمارات الدبلوماسية" براتب شهري مقداره 35 ألف يورو فضلا عن الامتيازات الأخرى. كما قدمت الدولة للرئيس التونسي قائد السبسي بعد الثورة التونسية بصفته أحد زعماء المعارضة سيارتي دفع رباعي فاخرتين أيضا، وفق ما كشف ناشطون تونسيون.