استقال 32 نائبا من حزب نداء تونس الذي يقود الائتلاف الحاكم في البلاد اليوم الأثنين من كتلة الحزب في البرلمان في تصعيد للانقسامات التي تعصف بالحزب وهو ما يسمح لحزب النهضة الاسلامي بأن يصبح القوة الأولى في البرلمان.
وظلت الخلافات صامتة في حزب نداء تونس إلى أن تحولت هذا الشهر إلى عراك وتبادل للعنف بالعصي والهروات في اجتماع للحزب بمدينة الحمامات. ويضم المعسكر الأول حافظ قائد السبسي نجل رئيس البلاد والذي يسعى للعب دور أكبر في الحزب من خلال السعي لإعادة هيكلته بينما يتزعم المعسكر الثاني محسن مرزوق الأمين العام للحزب.
وقال حسونة الناصفي وهو متحدث باسم النواب المستقيلين "32 من نداء تونس قررنا الاستقالة من كتلة الحزب في البرلمان احتجاجا على عدم عقد الهيئة التنفيذية وهو الهيكل الشرعي الوحيد في الحزب."
وأضاف أن خطوة الاستقالة تأتي احتجاجا على السعي لاختيار مسار غير ديمقراطي للحزب.
وبعد استقالة النواب يصبح حزب النهضة الإسلامي أكبر قوة برلمانية إذ يشغل 67 مقعدا في البرلمان بينما ستتقلص مقاعد نداء تونس من 86 مقعدا إلى 54 مقعدا بعد الاستقالات الأخيرة.
وفاز "نداء تونس" في الانتخابات البرلمانية الأولى بعد على حساب حزب النهضة الذي حصد الأغلبية في الاستحقاقات الانتخابية بعد الثورة التونسية، ويتهم ناشطون تونسيون وعرب دولة الإمارات بأنها ضخت أموالا طائلة في الانتخابات التونسية لوضع حد "للانتصارات الانتخابية" التي يحققها حزب النهضة. ومن شأن تفكك الحزب الحاكم أن يفسح المجال دستوريا لحزب النهضة كونه الآن أصبح حزب الأغلبية للصعود إلى السلطة وهو ما يعني أن أحد رهانات واستثمارات أبوظبي في تونس قد يكون في طريقه للخسارة.
وقد كشف قائد السبسي في حديث سابق انه رفض طلبا إماراتيا بأن يقوم بنفس ما قام به عبد الفتاح السيسي في مصر إلا أن الأول رفض المقترح الإماراتي وهو ما أدى إلى مرحلة من الفتور علاقات تونس وأبوظبي.
ونظرا لاحتمالية صعود حزب النهضة للسلطة مجددا وبصورة أكبر وما يعنيه ذلك من فقدان الاستثمار السياسي الإماراتي في الساحة التونسية يضيف ناشطون هذه الخسارة إلى جملة من التغييرات الإقليمية والدولية التي جاءت خلاف ما تشتهي "السفن الإماراتية" خاصة في أعقاب تولي الملك سلمان السلطة في السعودية ما أدى إلى تباين في الأولويات بين الرياض وأبوظبي، كما سقط رئيس وزراء كندا اليميني في الانتخابات البرلمانية لصالح جاستن ترودو ويتبنى سياسات لا تتفق مع سياسات الدولة تماما، إضافة إلى الإخفاقات المتتالية لنظام السيسي.