قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، إن إنتاجها من النفط هبط في أكتوبر الماضي وتوقعت تراجع إنتاج منافسيها العام المقبل للمرة الأولى منذ 2007، إذ يتسبب تدني الأسعار في خفض الاستثمارات بما يحد من تخمة المعروض في الأسواق العالمية.
وقالت المنظمة في تقرير شهري إنها ضخت 31.38 مليون برميل يومياً في أكتوبر بانخفاض 256 ألف برميل يومياً عن سبتمبر.
وإذا تحققت توقعات أوبك بهبوط إمدادات المعروض من خارجها فسيكون ذلك مؤشراً جديداً على أن استراتيجية المنظمة تؤتي ثمارها، وفي العام الماضي تخلت أوبك عن سياستها القديمة بشأن دعم الأسعار وآثرت رفع الإنتاج سعياً لاستعادة حصتها السوقية التي فقدتها لصالح منافسيها من المنتجين ذوي التكلفة العالية.
ويجري تداول النفط عند نحو 45 دولاراً للبرميل بانخفاض أكثر من 50% عن سعره في يونيو 2014.
وذكرت "أوبك" في التقرير "ولد هبوط أسعار النفط في الآونة الأخيرة طلباً إضافياً على النفط، ووفر أيضاً مناخاً زاخراً بالتحديات في السوق لبعض (أصحاب) الإنتاج النفطي الأعلى تكلفة الذي تباطأ بالفعل".
وتتوقع "أوبك" هبوط إنتاج النفط من خارج المنظمة بنحو 130 ألف برميل يومياً بعدما زاد 720 ألف برميل يومياً هذا العام، "إذ إن خفض الإنفاق الرأسمالي بنحو 200 مليار دولار في العامين الحالي والمقبل يؤدي إلى فجوة في الإمدادات".
وألغت الشركات النفطية أو جمدت بعض المشروعات في أنحاء العالم وتتوقع "أوبك" أن يتضرر إنتاج النفط في الولايات المتحدة أكبر مصدر لنمو الإمدادات من خارج "أوبك" في الأعوام الأخيرة نظراً لطفرة النفط الصخري من جراء تقلص أنشطة الحفر.
وذكر التقرير نقلاً عن مصادر ثانوية أن إنتاج "أوبك" انخفض في أكتوبر بسبب تأخر صادرات في العراق وانخفاض إمدادات السعودية والكويت، وكان الإنتاج يزيد منذ أن غيرت المنظمة سياستها في نوفمبر 2014 وهو ما يرجع في الأساس للإنتاج القياسي السعودي والعراقي.
ويشير تقرير "أوبك" إلى أن الفائض في المعروض سيبلغ 560 ألف برميل يومياً في السوق العام المقبل إذا واصلت المنظمة الضخ بمعدلات أكتوبر انخفاضاً من 750 ألف برميل يومياً أشار إليها تقرير الشهر الماضي.
وبالنسبة لعام 2015 أكد التقرير على وجود فائض أكبر كثيراً في المعروض يبلغ نحو 1.8 مليون برميل يومياً نظراً لارتفاع إنتاج "أوبك" واستمرار تنامي الإمدادات من المنافسين وهو ما عزز المخزونات.
وقالت "أوبك" مسلطة الضوء على التخمة الحالية، إن السوق تمر بفترة هي الثانية خلال عشر سنوات التي تشهد فيها تجاوز المخزونات في الاقتصادات المتقدمة متوسط خمس سنوات بأكثر من 150 مليون برميل، وكانت الفترة الأولى في أعقاب الأزمة المالية في 2008.
وأضافت أن "المخزونات بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تبلغ حالياً 210 ملايين برميل من متوسط الخمس سنوات وهو ما يزيد على مستوياتها في أوائل 2009 التي شهدت زيادة 180 مليون برميل فوق المتوسط.
وتابعت: "ترجع زيادة المخزونات العالمية بشكل رئيسي إلى أن نمو إجمالي الإمدادات تجاوز نمو الطلب العالمي على النفط على مدى الأشهر التسعة الأولى من العام".
وأبقت "أوبك" في التقرير على توقعاتها للطلب العالمي في 2016 دون تغيير متوقعة أن تحتاج السوق العالمية 30.82 مليون برميل يومياً من نفطها وأن يزيد الطلب العالمي بمقدار 1.25 مليون برميل يومياً في تباطؤ مقارنة مع مستوى 2015 البالغ 1.50 مليون برميل يومياً.