استكمل الحوثيون وقوات موالية للمخلوع علي عبد الله صالح، تطويق مدينة "تعز" وسط اليمن، التي يفرضون حصاراً عليها منذ أشهر، باستثناء منفذ ترابي، كانت تمرّ منه تعزيزات المقاومة الشعبية، وباتوا يطبقون عليها حصاراً من جميع الجهات.
وذكر سكان محليون ومصادر في المقاومة، أن الحوثيين سيطروا، مساء السبت(13|11)، على مديرية المسراخ، جنوبي مدينة تعز بالكامل، وقطعوا المنفذ الوحيد الذي استحدثته المقاومة لنقل تعزيزاتها القادمة من قوات التحالف العربي، المتمركزة في المحافظات الجنوبية.
وأضافت المصادر، أن الحوثيين سيطروا على منطقة "نجد قسيم"، بعد معارك عنيفة مع القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، سقط فيها نحو 19 حوثياً و6 من صفوف المقاومة، بالإضافة إلى 56 جريحاً من الجانبين.
وسيطر الحوثيون على منطقة "طالوق"، الواقعة أسفل الطريق التي استحدثتها المقاومة في الأيام السابقة لكسر الحصار المفروض على المدينة.
وقال قيادي في المقاومة الشعبية، فضل عدم الإفصاح عن هويته، لوكالة أنباء الأناضول، إن المقاومة كانت تستخدم تلك الطريق في قرية "طالوق" لنقل جرحى الحرب إلى عدن جنوبي البلاد، ومنها إلى خارج البلاد للعلاج.
وعجزت المنظمات الدولية عن إيصال المساعدات الإنسانية إلى مدينة تعز، التي تسيطر المقاومة على أحياء في وسطها؛ وفي اليومين الماضيين، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إخفاقها منذ شهرين في إيصال الإمدادات الطبية إلى المدينة.
وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي قد اتهم الحوثيين بعدم الجدية في إحلال السلام بالبلد، وتوسيع رقعة الحرب في المدن، بالتزامن مع التحضيرات لمؤتمر جنيف 2 بين الأطراف اليمنية.
وتأتي هذه التطورات الميدانية رغم تكرار الإعلام السعودي والإماراتي والناطق الرسمي باسم عاصفة الحزم بقرب تحرير تعز وحتى تحرير صنعاء ذاتها، وسط هذه الانتكاسة الميدانية والتي سبقها مهاجمة الحوثيين مدن الجنوب مرة أخرى الأسبوع الماضي وسيطرتهم على بلدة "دميت" التي تعتبر بوابة عدن.