تمكنت المقاومة الشعبية والقوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ليل الجمعة/ السبت، من اجتياز عقدة الألغام التي زرعها الحوثيون في طريق تقدمها من لحج (جنوب)، والوصول إلى أول مناطق محافظة تعز (وسط البلاد)، بعد معارك استمرت 5 أيام.
ويعتبر حقل الألغام الذي أقامه الحوثيون بمثابة "خط بارليف" الذي أقامه الاحتلال الإسرائيلي في سيناء لحمايتها من أي هجوم للجيش المصري بعد احتلالها عام 1967 وكان الخط حصينا جدا إلا أن الجيش المصري أزاله في حرب 1973.
وأكد قيادي في المقاومة الشعبية، طلب عدم الإفصاح عن هويته، أن قوات الجيش التابع للحكومة الشرعية ومقاتلي المقاومة، حققوا تقدماً نوعياً في المناطق الجغرافية التابعة لتعز.
وذكر المصدر أن القوات الموالية لـ"هادي" سيطرت على منطقة "حاميم"، وعدد من الجبال المطلة على مدينة "الراهدة" أولى المناطق الجغرافية التابعة لتعز، من الناحية الجنوبية.
وتابع قائلاً: "تجاوُز عقدة ألغام الحوثيين، والتي كبحت تقدم قوات الشرعية طيلة اليومين الماضيين، يعد إنجازاً كبيراً، ونتوقع معركة فاصلة في مدينة الراهدة (40 كيلومتراً جنوب تعز)، أو في الدمنة".
وانطلقت معركة تحرير محافظة تعز من قبضة الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، يوم الأحد الماضي، من 3 محاور، وقد عاد خلال اليومين الماضيين الرئيس هادي إلى عدن للإشراف على سير المعركة، وفقاً لوكالة سبأ الرسمية.
ويرى القيادي في المقاومة، أن معركة تعز قد تطول ولن تُحسم في أيام، نظراً لطبيعة المحافظة الجبلية التي سيستغلها الحوثيون في الانتشار وعمل كمائن لتعزيزات القوات القادمة من عدن ولحج.
وأفاد أن "المعارك الفاصلة ستكون في الراهدة أو الدمنة، وقبل مطار تعز الدولي، الذي يتحصن فيه الحوثيون بكثافة خوفاً من عمليات إنزال قوات جوية، وأيضاً في منافذ المدينة الشرقية والشمالية".
وسبق تقدم المقاومة الشعبية إلى مناطق "الراهدة" بتعز، غطاء جوي كثيف من قبل مقاتلات التحالف العربي، التي استهدفت آليات للحوثيين في الطريق الرابط بين تعز ولحج، وفقاً لمصدر أمني.
وقالت المقاومة الشعبية في بلاغ لها أمس، إن 34 مسلحاً حوثياً قتلوا، وأُصيب العشرات في غارات طيران التحالف والمواجهات التي دارت في عدد من الجبهات، خلال الـ24 ساعة الماضية، كما اعترفت بمقتل 2 من مقاتليها وإصابة 5 آخرين.
ورغم الانتكاسات المتتالية للحوثيين وقوات المخلوع صالح إلا أنهم يخوضون معركة صفرية مع بدء مليشيا المخلوع بشن هجمات في حضرموت باستخدام اسم القاعدة في هذه الهجمات التي أدت إلى مقتل نحو 20 جنديا يمنيا. وتأخر تحرير تعز بصورة ملفتة على خلاف المدن الأخرى، وذلك لطبيعة المدينة عسكريا فضلا عن عوامل سياسية أخرى قيل إن الإمارات تقف خلفها كون للتجمع اليمني للإصلاح تواجد كبير في المدينة، غير أنه أعلنت صحيفة "البيان" المحلية أن قوات إماراتية ضخمة توجهت إلى تعز لتعزيز القوات هناك.