وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قيام الطيران الحربي التركي بإسقاط مقاتلة روسية اخترقت الأجواء التركية صباح الثلاثاء، بأنها عملية "طعن في الظهر"، وقال: "الحادث اليوم ستكون له عواقب وخيمة على العلاقات التركية الروسية".
وأضاف بوتين، خلال اجتماعه مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، أن الطائرة الروسية أسقطت بصاروخ جو-جو تركي، "رغم أنها لم تكن تشكل خطراً على تركيا".
واتهم الرئيس الروسي تركيا بتوفير غطاء لتنظيم "داعش" عبر شراء النفط، وقال: "تنظيم "داعش" يجني أموالاً من بيع النفط إلى تركيا".
وتابع القول: "تعاملنا مع تركيا دائماً كدولة صديقة، ونتعامل مع مصالح تركيا الإقليمية باحترام، لكننا لا نحتمل الجرائم كالتي حصلت اليوم".
وانتقد بوتين بشدة ما اعتبره دعم حلف الناتو لتركيا، وقال: "عوضاً عن الاتصال بنا بشكل فوري قامت تركيا بإسقاط الطائرة"، وقال: "هل تريد تركيا وضع الناتو بخدمة داعش؟"، على حد زعمه.
وفي صعيد ذي صلة ذكرت قناة "سي إن إن تورك" التركية، أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ألغى زيارة رسمية كان من المقرر أن يقوم بها، الأربعاء، إلى تركيا للمشاركة في اجتماع مجموعة التخطيط الاستراتيجي المشترك التابع لمجلس التعاون الأعلى التركي-الروسي، الذي يعقد خلال ديسمبر المقبل، بمشاركة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
من جهة أخرى عبرت سفينة حربية، ثانية، تابعة للأسطول البحري الروسي، اليوم الثلاثاء، مضيق جناق قلعة (الدردنيل)، شمال غربي تركيا.
ومن جهة ثانية قرر حلف شمال الأطلسي (ناتو) عقد اجتماع طارئ، مساء اليوم الثلاثاء، على خلفية إسقاط طائرة روسية انتهكت الأجواء التركية.
وأوضح بيان صحفي للحلف أن الاجتماع سيعقد الثلاثاء في بروكسل في الساعة الخامسة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، الرابعة بتوقيت غرينتش، بناء على طلب تركيا العضو المؤسس بالحلف.
وكان متحدث باسم الناتو قد قال في تصريح صحفي، أعقب الإعلان عن إسقاط تركيا لمقاتلة حربية روسية: "إننا نتحقق من المعلومات. ويراقب الحلف الوضع عن كثب، كما أننا على اتصال دائم بالسلطات التركية".
وينظر محللون بخطورة إلى إسقاط الطائرة الروسية وجرأة الرئيس التركي في هذه الخطوة التي من شأنها أن تعيد خلط الأوراق في المنطقة وزيادة حدة التوتر. وكان الطيران الحربي الروسي قد شن غارات مكثفة على "التركمان" في سوريا وهم "سوريون من أصول تركية" وقد حذرت الحكومة التركية من مغبة استهدافهم كما دعت انقرة مجلس الأم لعقد اجتماع لبحث مسألة القصف الروسي على جبل التركمان قبل ساعات من إسقاط الطائرة.
ويرى محللون أن إسقاط الطائرة بنيران تركيا يأتي يوم اعتماد أردوغان حكومة تركية جديدة برئاسة أحمد داود أوغلو وبعد يوم من تولي قيادي بحزب العدالة والتنمية رئاسة البرلمان التركي، وبعد فوز كاسح في الانتخابات التي جرت في نوفمبر الجاري وهو ما يؤشر أن صفحة سياسية واستراتيجية تنوي انقرة خطها في تاريخ المنطقة وفق تعبير مؤيدين للحكومة التركية.
