أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

«عيال الإنجليز..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 03-12-2015


خلال الثمانينات كانت هناك تلك العلامة التجارية الشهيرة لسلسلة متاجر أجنبية.. في العادة تؤمها الجاليات الأجنبية الشقراء والذين كانوا بالنسبة للمجتمع كلهم «إنجليز».. سواء كانوا «إنجليز» فعلاً، أم «سكوتش»، أم فرنسيين، أم ألمانيين، أم بولنديين، أو حتى أستراليين، الجميع في عرف العرب «إنجليز».. وكان المشوار إليها مهماً جداً لمعظم العائلات العربية لمرة واحدة أسبوعياً على الأقل.. فالعائلات التي ليست عائلات حقيقية، ولكنهم مجموعة من العزاب، قرروا استئجار فيلا نائية كانوا يذهبون إليها من أجل «القواطي» الخضر.. والعائلات الحقيقية كانت تذهب لشراء بعض المنتجات التي لا توجد في جمعية الفريج.

كانت الكلمة التي يجب أن نسمعها كلما ذهبنا في المشوار الأسبوعي لذلك «السوبرماركت» هي: «شفوا عيال الإنجليز.. متى تتعلمون منهم!).. لذا بالطبع فلديّ ولدى جيلي عقدة حقيقية من عيال الإنجليز، الذين بكل صراحة لا نتفق معهم في أشياء كثيرة، لم أكن أفهم تلك القدرة الهائلة لديهم على رؤية المنتجات، دون أن يعبروا عن رغبتهم الطفولية في أن يطلبوا من والديهم شراءها.. ولا كمية ضبط النفس التي تمنعهم من العبث بأزرار جهاز إلكتروني معروض على أحد الأرفف.. كيف يمكن لطفل أن يرى غسالة نظيفة من الداخل معروضة للبيع، ولا يقوم بتجربة النوم فيها على طريقة «العتاوة» و«قطاو» الفريج.. هل يعتبر الطفل الذي يمر بجوار تلك الآنسة التي توزع نماذج من حلوى الجيلاتين، ولا يأخذ منها «كمشة» وبكتفي بقول: «ثانك يو» طفلاً طبيعياً..؟!

«شفوا عيال الإنجليز».. تتكرر العبارة في المطارات.. كل منهم - وتسألوني لماذا نتطرف؟! - يضع على ظهره حقيبته التي تحوي أدواته الشخصية.. يروننا نركض على «سير الشنط».. نهرب من موظفي الجوازات.. نركل كلب تلك السيدة، التي ستأخذه في رحلتها الصيفية إلى أوروبا، بينما سيصيف نصف عيال الفريج في صلالة.. لا يتحرك عيال الإنجليز أي حركة، بخلاف الجدول المرسوم لهم.. كان الأمر مؤذياً من الناحية النفسية لنا بشكل حقيقي، لذلك كنا نحاول إقناع أنفسنا من ناحية عقدية بأننا الأفضل.

كبرنا وذهبنا إلى عيال الإنجليز وتعلمنا لديهم وعدنا.. وعادوا هم أنفسهم بعدنا بحثاً عن حياة أفضل.. لكن ما الذي ذكّرني بتلك السنوات المؤلمة وهذا التاريخ؟!.. الحقيقة إنني أراقب الجيل الجديد من عيالنا وعيال الإنجليز، وأعتقد أن هناك أمراً ما ليس على ما يرام، هناك أمر يتغير..!

الصورة تنقلب.. من ضمن مشاهداتي الأخيرة بدأت ألحظ أن عيالنا أصبحوا مؤدبين وراكزين بشكل عام، بينما أرى عيال الإنجليز هم من يستنسخ طفولتنا المعقدة في تصرفاتهم في المناطق العامة! هناك أمرٌ يتغير في هذا العالم.. أمر لا أعرفه!

فإما أنهم سينظمون بطولة مقناص في ميدان «الطرف الأغر»، وإما أننا سنلعب الكريكيت في نادي الشعب!