أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

«فلتكن كريسيدا.!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 17-12-2015


في الحقيقة كنا نحسد «الطنطات»..

كانت عائلة عربية تسكن بجوارنا في الثمانينات وكنا نسميهم «الطنطات»، لأنهم كانوا على عكس أهالي الحي لا يخرجون من المنزل إلا وفي جيب كل منهم رشاش صغير للقضاء على الجراثيم «لم يكن الجل المعقم منتشراً في تلك الفترة»، وكانت دراجة كل من الصغار تحتوي على «منفاخ» للطوارئ وورقة بها مجموعة أرقام للاتصال، وبالطبع لم يكونوا ليركبوا دراجاتهم بلا خوذة ولا القميص الأصفر الفسفوري لأغراض السلامة، لديهم قطتان في المنزل بأسماء مسحها الزمن من ذاكرتي، ولكنني أذكر أنها كانت على وزن «فعفل» أي أنها كانت توتو أو سوسو، كانت عائلة نظيفة جداً ومثالية جداً وتصلح لأن تأخذها مباشرة من الحي إلى الاستوديو لتصوير دعاية تلفزيونية سخيفة أخرى.

كنا نحسدهم لأسباب اجتماعية أخرى، فبينما نحن نتفاجأ ذات يوم بوجود سيارة جديدة أمام منزلنا، ويخبرنا المرحوم بأنه اشترى هذه السيارة للمنزل، وأن من يقترب منها أو يحاول الركوب بها دون إذن فإن عقابه سيكون كذا وكذا، فإن عائلة «الطنطات» كان لديهم نظام مختلف، فوالدهم الذي درس في الخارج، كان يجمعهم على مائدة الغداء ويتبادل معهم الآراء وينظرون إلى مجموعة جميلة ملونة من الكاتالوجات ثم نسمعه يقول بحماس: فلتكن الكريسيدا إذن!

30 عاماً وأنا لم أتوقف عن حسد جيراني السابقين لممارساتهم الديمقراطية الجميلة ومشاركتهم في صنع القرار، إلى أن جمعتني مناسبة اجتماعية بأحد أبنائهم الأسبوع الماضي، وتم فتح دفاتر التاريخ واعتذار مني لسرقة كرتهم الفسفورية، لا بأس بأن تتحلل ولو بعد 30 عاماً، سألت عن والدهم وأثنيت على ماضيه الجميل، ليقابلني جار الماضي بابتسامة حزينة، وهو يسر لي بأثر «قوطي الرد بول الرابع» الذي يحتسيه: كلكم تعتقدون بما كنتم تسمعونه، المرحوم كان يحب «الشو» فقط! ألم تلاحظ أننا لم نغيّر الكريسيدا أبداً! لقد كان يأخذ آراء الجميع، ولكنه في داخله لم يكن ليشترى غير الكريسيدا! المهم أن يشعرنا بأنه يهتم وأننا جزء من قراره!

بصراحة لم أعد أترحم على المرحوم والدهم، ولكنني أتمنى أن أترحم على بعض الدوائر والمؤسسات التي تريق ميزانياتها المحدودة أصلاً بادعاء طلب رأي الجمهور في أمور معينة، وحملات بالملايين لإشراك الجمهور ورأيك يهمنا، ثم تمر سنون دون تغيير يذكر في أداء الخدمة أو طبيعتها أو حتى رسومها، الأمر لا يتعدى الرغبة في أخبار عدة ترضي المسؤولين الأكبر، بأن هناك رجع صدى لما يقومون به!

عزيزي صاحب الحملة، طالما أنك تعتقد بأنها الكريسيدا منذ البداية، فلا تضيّع وقتنا ولا ميزانيتك.

.. ولتكن الكريسيدا!