أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

مأسسة الصراع من أجل فلسطين

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 22-12-2015


جمعتني الأيام الماضية مع الصديق طارق حمود مدير مركز العودة في عدة لقاءات ماتعة، مركز العودة مؤسسة فلسطينية تتخذ من لندن مقرا لها، وتقوم بدور هام جدا في حفظ الحق الفلسطيني في عودة المهجرين إلى ديارهم المحتلة من قبل الكيان الصهيوني، دار الحديث في إحدى الجلسات حول الإنجاز الذي تحقق للمركز أخيرا في الحصول على عضوية استشارية في المجلس الاجتماعي والاقتصادي التابع للجمعية العامة للأمم المتحدة، كما يعطيها هذا الوضع صفة مراقب في المجلس الأممي لحقوق الإنسان، كانت مهمة غاية في الصعوبة مع مقاومة الكيان الصهيوني وحلفاءه لمبادرة كهذه، فالكيان من ناحيته لا يقبل أي تمثيل دولي للفلسطينيين وخاصة فيما يتعلق بمبادرات مثل مركز العودة، ولذلك عاش المركز قصة صراع طويلة ممتدة توجت في النهاية بنصر الدقيقة الأخيرة في مشهد حري بشاشات السينما، يطول شرح القصة ولكن يكفينا منها أن التواطؤ العالمي لمنع تمرير القرار لم ينجح في حجب حق المركز في العضوية واليوم يحق للمركز حضور جلسات المجلس والمشاركة في أنشطة الجمعية العامة وطرح قضيته أمام أعضاء الجمعية، وعلى حد تعبير الأستاذ طارق «لن يحرر ذلك فلسطين، ولكنه إنجاز ليس بالبسيط».
المركز يقوم بدور هام جدا لصالح القضية، وبحكم تبنيه قضية اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين من كامل التراب الفلسطيني يتحرك المركز بخطاب يشمل فلسطين ككل وليس كما هو الحال لدى المؤسسات الرسمية الفلسطينية التي يضطرها مجموع الاتفاقات الدولية إلى الحديث حول أراضي 67 والتي يعترف بها المجتمع الدولي كأراض محتلة، وهكذا هو الحال بالنسبة للعديد من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية التي تتحرر من القيود التي كبلت العمل الفلسطيني الرسمي، وحقيقة من احتك بحاملي هم القضية الفلسطينية يعرف أن لدى الفلسطينيين مهارة عالية جدا في مأسسة الصراع، فلكل مجال ومشكلة وقضية متضمنة في الهم الفلسطيني مؤسسة بل مؤسسات تخدمها، بل إن الأستاذ طارق حمود أشار في حديثنا معه إلى حالة استثنائية وصلتها هذه المأسسة لمسها في إحدى زياراته حيث وجد أن ثلاثة ناشطين فلسطينيين أسسوا خمسة مؤسسات في دولة واحدة، صحيح أن تلك حالة «طريفة» إلى حد ما ولكنها تشير إلى النشاط الشعبي الفلسطيني المنظم والذي نجح مؤخرا في تحقيق إنجازات عجزت عنها عقود من العمل الرسمي.
مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية يصعب حصرها، ولكن هناك بعض الأمثلة المميزة التي تستحق الذكر إلى جوار مركز العودة، فهناك مثلا مؤسسة القدس الدولية التي تتخذ من بيروت مقرا لها وهي تتخصص في القضايا المقدسية ثقافيا وخيريا وتنتج تقارير غاية في الأهمية حول تهويد القدس، وهناك أكاديمية دراسات اللاجئين والمعنية بتقديم برامج تدريبية وأكاديمية متخصصة في القضية الفلسطينية باستخدام التعليم الإلكتروني، وهناك شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية والتي تضم في عضويتها أكثر من 60 مؤسسة مجتمع مدني فلسطينية محلية وتعمل على التأثير على صانع القرار الفلسطيني لضمان بيئة قانونية وتنظيمية مناسبة لنمو وازدهار المجتمع المدني الفلسطيني في ظل الدولة المرتقبة، وأخيرا وليس آخرا هناك اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا والذي ينسق الجهود بين كل العاملين من أجل القضية عبر القارة الأوروبية، ومئات وربما آلاف المؤسسات الأخرى التي تعمل في مجالات متنوعة وتتوزع على مدار العالم.
المجتمع المدني الفلسطيني هام جدا كأداة في الصراع مع العدو الصهيوني، هذا العدو نجح لعقود ومنذ تأسيس الوكالة اليهودية من أجل إسرائيل في عام 1929 في توظيف عدد لا حصر له من مؤسسات المجتمع المدني في تثبيت روايته المغلوطة حول الحق اليهودي في فلسطين وفي تأسيس الكيان الصهيوني والإبقاء على صورته كما هي في الذهن العالمي، اليوم مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية تحقق الإنجاز وراء الإنجاز وتعرض حكومة الكيان لإخفاقات وإحراجات متكررة على مستوى المجتمع الدولي المؤسسات الدولية، العمل الفلسطيني يقوم على ثلاثة أرجل، العمل الرسمي، بغض النظر عن موقفنا منه كما هو اليوم، العمل الجهادي العسكري، والمجتمع المدني، وهذا الأخير أثبت أنه أحيانا يمكنه أن يقدم ما لا يتمكن العمل الرسمي من تقديمه نظرا للقيود السياسية، ولا العمل العسكري نظرا لمتطلبات الميدان، الصراع الفلسطيني مع الكيان صراع شامل يبدأ، كما يحلو للأخ طارق حمود أن يقول، من الحمص وينتهي بتحرير القدس.