سلّمت دولة قطر، السبت، شقق "المرحلة الأولى" من مدينة "الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني" السكنية في غزة، ضمن مشاريعها لإعادة إعمار القطاع.
وقال رئيس "اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة"، السفير محمد العمادي، خلال حفل مراسم توزيع الشقق على المستفيدين، في محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، مساء السبت: إن "قطر تحتفل اليوم بتسليم شقق المرحلة الأولى من مدينة الشيخ حمد السكنية والبالغ عددها (1060) وحدة سكنية من أصل (2500)".
ومن جانبه قال إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في كلمة له خلال حفل مراسم التسليم، إن دولة قطر تقف مع قطاع غزة "سياسياً" و"اقتصادياً" و"مالياً"، مشيداً بما وصفها بـ"مواقف الوفاء والبطولة القطرية".
وقال إن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يسير على خُطا والده (الشيخ حمد)، الذي وضع حجر الأساس للبدء في المشاريع القطرية الخاصة بإعادة إعمار القطاع.
وتابع: "هذا يوم الوفاء والشكر لقطر، فإني أعتز بالأمير الوالد كزعيم عربي وقف مع غزة وعاند التيار في سنوات الحصار، وعبّر عن مواقفه العربية الأصيلة، وشهامة العربي الأصيل، ليس فقط بالكلمات والخطابات على أهميتها، ولكن بالفعل وبالوصول إلى أرض غزة ليكسر الحصار السياسي قبل الاقتصادي".
وذكر هنية أن الدوحة رصدت مشاريع للجالية الفلسطينية في قطر، ومشاريع أخرى يعود ريعها للقدس والمسجد الأقصى.
وأضاف: "هذا الحفل وتسليم نحو ألف شقة سكنية، رسالة إلى إسرائيل بأن حروبها المتكررة لتدمير قطاع غزة، لم تنجح، (...)، وها نحن اليوم هنا، نشيّد المدن على أرضنا".
بدوره، أعرب وزير الأشغال العامة والإسكان في حكومة التوافق الفلسطينية، مفيد الحساينة، في كلمة له، عن "فخره بافتتاح المرحلة الأولى من مدينة حمد السكنية".
وقال الحساينة إنه يتقدم بالشكر باسم "الحكومة الفلسطينية" و"الشعب الفلسطيني" لدولة قطر؛ على ما تبذله من جهود للتخفيف من معاناة سكان قطاع غزة.
وأعلن العمادي بدوره، عن البدء في بناء المرحلة الثانية من المدينة، وتشمل نحو 1400 وحدة سكنية، قال إنها ستسلم قريباً، على أن تتبعها المرحلة الثالثة والأخيرة.
وكانت قطر تبرعت في أكتوبر 2012، بنحو 407 ملايين دولار، لإعادة إعمار قطاع غزة عبر تنفيذ مشاريع "حيوية" في القطاع؛ من بينها بناء مدينة سكنية تحمل اسم أمير دولة قطر السابق "الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني"، وتضم نحو 2500 شقة سكنية.
وبحسب وزارة الأشغال الفلسطينية، فقد جرى اختيار المستفيدين من أصحاب البيوت المدمرة بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير، وأصحاب الدخل المحدود والأسر الفقيرة، عبر قرعة إلكترونية تم إجراؤها في وقت سابق.
وفي سياق آخر، أكد العمادي أن قطر تبذل كل جهودها من أجل التخفيف عن معاناة سكان قطاع غزة، والعمل على حل جميع الأزمات التي خلّفها الحصار الإسرائيلي، وفي مقدمتها "مشكلة الكهرباء".
ولولا الحصار الخانق الذي يضربه نظام السيسي ضد القطاع المحاصر من جانب إسرائيل منذ أكثر من 10 سنوات لقطعت الدوحة شوطا أكبر بكثير من إعادة الإعمار بعد العدوان الإسرائيلي الأخير في يوليو 2014.
وتساند قطر القضية الفلسطينية بصورة كبيرة للغاية وتستضيف لديها معظم قيادات حركة حماس السياسيين في الخارج وعلى رأسهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة الذي تضغط دول خليجية وعربية بشدة على قطر لإخراجهم من الدوحة غير أن القيادة ظلت ولا تزال تقاوم هذه الضغوط وترفض أي مساس من جانبها بوضع الحركة لديها رغم التحريض الهائل الذي يمارسه محمد دحلان على دول خليجية خاصة قبيل وفاة الراحل عبدالله بن عبد العزيز.