كشفت وثائق سورية مسربة عن صدور نحو 6 آلاف مذكرة اعتقال بحق مواطنين سعوديين، من بينهم دعاة وإعلاميون، من أصل نحو مليوني شخص ينتمون إلى 150 جنسية حول العالم، وضعهم نظام الأسد على قوائم الملاحقة الأمنية.
وكان نصيب السعوديين من المذكرات 5748 مذكرة، بينها 3002 مذكرة اعتقال، بحسب رئيس تحرير صحيفة «زمان الوصل» السورية المعارضة فتحي التميمي.
وأكد التميمي، الذي دأبت صحيفته على نشر وثائق مسربة للاستخبارات السورية، أن الأرشيف الذي بحوزته يضم قرابة 1.7 مليون مذكرة، صادرة عن أجهزة النظام السوري ومخابراته بمختلف فروعها، وأن الأرشيف تراكم منذ سنوات عدة، حتى 2014.
وأشار التميمي إلى أنه فضلاً على المذكرات الصادرة بحق السوريين، فإن السعوديين يحتلون مرتبة متقدمة من بين الجنسيات الـ150 المستهدفة بمذكرات مخابرات النظام السوري، إذ يأتون في المركز السابع في عدد المذكرات، كما يأتون رابعاً في نسبة عدد مذكرات الاعتقال.
ولفت إلى أن النظام السوري ومخابراته وضعوا أسماء مسؤولين كبار في قوائمه، ومشايخ وعلماء دين أمثال: إمام وخطيب الحرم المكي سعود الشريم، وسلمان العودة، وعائض القرني.
وأفاد بأن المذكرات ضد السعوديين هي في معظمها مذكرات مخابراتية، مبنية على دوافع سياسية انتقامية، تستهدف كل شخص وقف إلى جانب الشعب السوري، ورفض إجرام نظام بشار الأسد. مشيراً إلى أنها كشفت الوجه العدواني لنظام الأسد، ومحاولاته اليائسة لإسباغ الشرعية على نفسه عبر إصدار كم هائل من مذكرات الاعتقال والتوقيف والمنع.
ووصف التميمي المذكرات بأنها بمثابة «براميل سياسية» يلقيها النظام على خصومه في الشرق والغرب، تماماً كما يلقي براميل باروده على السوريين الطامحين للخلاص من هذا النظام المتغول على كل حر في العالم»، على حد تعبيره.
و وساندت الشعوب العربية وبعض حكومات المنطقة ودول الخليج الثورة السورية ووقفت بقوة في وجه ممارسات النظام القمعية والتي أدت إلى وقوع نحو 400 ألف من الضحايا فضلا عن عشرات الألوف من الجرحى، ونحو 10 ملايين سوري تحولوا إلى لاجئين.
وتقف السعودية وتركيا وقطر تحديدا بقوة في وجه آلة النظام وتصرح هذه الدول إلى تدخلها العسكري لوضع حد لبطش النظام ضد السوريين وفق تصريحات لوزير خارجية قطر في أكتوبر الماضي خالد العطية الذي أكد أن قطر والسعودية وتركيا مستعدون لعمل أي شيء يوقف بطش النظام.
يشار أن أنظمة عربية وخليجية أخرى لديها قوائم شبيهة بقائمة هذا النظام، فلا يكاد يمر أحد المطلوبين في أي مطار في أبوظبي أو القاهرة أو دبي مثلا، حتى يعتقل دون أن يدري أنه على قوائم المطلوبين كما تقول منظمات حقوق الإنسان التي تؤكد أن القطري محمود الجيدة أو التركي من أصل فلسطيني عامر الشوا والذين قضيا شهورا طويلة بالاختفاء القسري.