لم يكن ليرضى الإماراتيون عن تكريم ولو شكلي من الرئيس اليمني، رغم فشلهم الأمني في تأمين مدينة عدن بعد الاخفاقات المتتالية بدءاً من اغتيال محافظ المدينة وليس انتهاءا بمقتل قائد المقاومة الشعبية فيها الأسبوع الماضي.
فقد سلّم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس السبت (6|2)، تسعة ضباط إماراتيين أوسمة الشجاعة، من بينهم العميد الركن راشد الغفلي قائد القوات الاماراتية فى عدن، نظير "عملهم مع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تحرير العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة"، بحسب ما نقلته وكالة "سبأ" اليمنية (حكومية) عن الرئيس هادي.
وتعد مسؤولية تعزيز الأمن في مدينة عدن، والذي تراجع بشكل كبير في الآونة الأخيرة بحسب مراقبين، من مسؤوليات القوات الإماراتية المتواجدة هناك، وهو ما دفع إلى عقد اجتماع يمني - إماراتي في القصر لبحث آليات تعزيز القوات الأمنية المتواجدة في عدن.
حيث توصل الجانبان إلى ضرورة تكثيف تواجد القوات العسكري والأمنية الإماراتية في المدينة، عبر بسحب قواتها من معارك تعز وإرسالها إلى عدن، أو عن طريق ضم شباب المقاومة الشعبية إلى القوات الأمنية.
ورغم الخطة الجديدة إلى أن معالم الفشل في إرساء الأمن والاستقرار في المدينة تبدو واضحة، وطالبت الفعاليات الحزبية والشعبية في المدينة بتعزيز الجانب الأمني فيها وضبط الإنفلات الذي تشهده المحافظة.
وشكل اغتيال محافظ عدن اللواء جعفر سعد نقطة تحول كبيرة في الجنوب عموما ولعدن تحديدا التي تضم الآن الرئيس هادي ونائبه والحكومة اليمنية، وليس آخرها أيضا اغتيال الشيخ عبد العزيز الراوي أحد أبرز قيادات المقاومة الشعبية في المحافظة.
وتشير إحصائيات نشرتها قناة "الجزيرة" إلى وقوع نحو 183 عملية اغتيال في اليمن خلال الأشهر العشرة الأخيرة أودت بحياة نحو 134 شخصا، معظمهم قادة عسكريون وسياسيون، في حين نجا البعض من تلك الاغتيالات بشكل غير متوقع.
الجدير بالذكر أن الامارات خسرت العشرات من جنودها في معارك ضد الحوثيين في محافظتي عدن ومأرب، من خلال مشاركتها في التحالف العربي بقيادة السعودية، والذي بدأ في مارس/آذار حملة غارات لدعم الشرعية في اليمن.