اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الولايات المتحدة "حليفة" لبلاده ولم تتخل عنها لصالح إيران في أعقاب الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وطهران.
وقال الجبير ردا على سؤال عما إذا كانت السعودية تشعر أن الولايات المتحدة تخلت عنها، "قطعا لا".
وأضاف، في مقابلة مع وكالة فرانس برس الخميس: "الولايات المتحدة حليفنا، وهي حليفنا التاريخي منذ أكثر من سبعة عقود. أمريكا هي أكبر شركائنا التجاريين، أكبر مستثمر في المملكة العربية السعودية. هي المصدر الرئيسي لمعداتنا (العسكرية) الدفاعية".
وتابع: "لدينا تحالف مع الولايات المتحدة نقدره بشكل هائل (...) ليس لدينا شك بالتزام أمريكا أمن المملكة العربية السعودية. هذا تم التعبير عنه بالقول والفعل".
وأكد الوزير الذي شغل لأعوام طويلة منصب سفير بلاده في واشنطن "لا أرى أي تراجع في تلك العلاقة (...) أرى تعزيزا لها مع مرور الوقت".
ودخل الاتفاق حول برنامج طهران النووي بين إيران والدول الكبرى حيز التنفيذ في يناير، وشمل رفعا للعقوبات الاقتصادية المفروضة على الجمهورية الإسلامية، في مقابل تقليص قدراتها النووية بهدف قطع الطريق على أي إمكانية لها لصنع سلاح نووي.
ويرى دبلوماسيون ومحللون أن السعودية تنظر بريبة إلى الاتفاق الذي قد يساهم في تقوية غريمها الإقليمي وتعزيز نفوذ طهران في المنطقة حيث يقف البلدان على طرفي نقيض في ملفات عدة، لا سيما سوريا واليمن.
وبلغت العلاقات بين السعودية وإيران مستوى من التوتر غير مسبوق منذ عقود، مع إعلان الرياض، مطلع يناير الماضي، قطع العلاقات مع طهران إثر هجوم على مقار دبلوماسية لها هناك قام به محتجون على إعدام الرياض الشيخ السعودي الشيعي نمر النمر.
وقال الجبير الخميس "إذا أرادت إيران علاقات جيدة مع السعودية، ثمة حاجة إلى أن تغير تصرفها في المنطقة وتغير سياساتها".
وأضاف أن بلاده "ترغب في أن تكون لها أفضل العلاقات مع إيران، إلا أن هذه العلاقات يجب أن تكون مبنية على مبادىء حسن الجوار ومبدأ عدم التدخل" في شؤون دول مثل لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن.
ويرى مراقبون أن واشنطن أضرت بمصالح الرياض عندما رفضت السماح بأن تزود السعودية المعارضة السورية بأسلحة نوعية وخاصة مضادات طائرات للتصدي للعدوان الروسي الذي أدى في المحصلة إلى تقوية نظام السيسي وإلحاق هزائم تكتيكية بالمعارضة في درعا وحلب واللاذقية.