قال مسؤول أمني عراقي إن بلدة النخيب المحاذية للأراضي السعودية تحولت إلى قاعدة عسكرية لقوات الحرس الثوري الإيراني، مشيراً إلى وجود "قوات عسكرية غير طبيعية ومخازن للأسلحة الإيرانية في هذه البلدة النائية".
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، عن المسؤول الأمني في محافظة الأنبار غربي العراق، قوله: إن "تدريبات يجريها ضباط الحرس الثوري الإيراني لكتائب "حزب الله" العراقي هناك (في قضاء النخيب التابع لمحافظة الأنبار)".
وأكد المسؤول الأمني أن "قضاء النخيب التابع لمحافظة الأنبار تم احتلاله من قبل لواء العباس، وضمه لمحافظة كربلاء قسراً؛ كونه يقع على الحدود السعودية، إضافة لكونه الطريق البري إلى سوريا عبر الصحراء؛ لأهميته بالنسبة لإيران التي جهدت أن يكون هناك خط بري بين العراق وسوريا عبر محافظة الأنبار ولم تتمكن".
وأشار إلى أن "إيران دفعت بتشكيلات الحشد الشعبي الموالية لها للمشاركة في عمليات تحرير الرمادي ليكون لها موطئ قدم هناك، ومن ثم تسيطر على منفذ بري آمن إلى سوريا، لكن شيوخ عشائر الأنبار والقوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد قرب الحبانية في الأنبار، رفضت مشاركة الحشد بقوة".
وأضاف المصدر الأمني في حديثه، وهو ضابط يحمل رتبة عقيد في الجيش العراقي، كان يخدم في النخيب قبل أن يتم نقله إلى الأنبار لإبعاده عن المنطقة، قوله: "أهم أسباب سيطرة لواء العباس التابع للحشد الشعبي، وهو أحد تشكيلات حزب الله العراقي التابع تماماً لإيران، إيجاد موطئ قدم لقوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي يقوده قاسم سليماني، قرب حدود السعودية من جهة ولتأمين طريق بري آمن لنقل مقاتلي الحرس الثوري والأسلحة إلى سوريا وحزب الله اللبناني".
وأكد الضابط العراقي أن "النخيب أصبحت خالية إلا من الأسلحة والمعدات الإيرانية"، مشيراً إلى أن "قضاء النخيب اليوم خال تماماً من أي وجود للقوات العراقية الحكومية سواء من الجيش أو الشرطة الاتحادية، بل إن لواء العباس التابع للحشد الشعبي كان قد أخلى البلدة من سكانها الذين ينحدرون من محافظة الأنبار، العرب السنة، وأبعد سكانها الشيعة باتجاه مناطق قريبة من محافظة كربلاء لأسباب أمنية كما صرحوا للأهالي؛ بحجة أنهم يحمون البلدة وكربلاء من مقاتلي تنظيم داعش البعيدين عن النخيب أصلاً".
وأضاف: أن "لواء العباس مجهز بآليات عسكرية مدرعة متطورة وأسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة وكلها إيرانية"، موضحاً "نحن نرصد وصول مجاميع غريبة من المقاتلين إلى النخيب يضعون شارة الحشد الشعبي لواء العباس، ونحن على يقين بأن هؤلاء هم من مقاتلي فيلق القدس الإيراني وحسب تأكيدات الأهالي في النخيب".
وأشار إلى أن "شاحنات كبيرة نقلت أسلحة وذخائر إلى مخازن في بلدة النخيب وهي جاهزة لنقلها إلى سوريا"، وأضاف قائلاً: "الأمر لا يقتصر على الأسلحة، بل إن هناك معسكراً لتدريب المتطوعين الشيعة وغالبيتهم ليسوا من العراقيين ولا يختلطون مع الأهالي، ونحن نعتقد أن غالبية هؤلاء هم من الإيرانيين والأفغان الذين دخلوا الأراضي العراقية عندما اقتحموا بوابات الحدود العراقية الإيرانية في معبر المنذرية شرق العراق، وكذلك من زرباطية بمناسبة أربعينية الحسين ولم يكونوا يحملون جوازات سفر أو تأشيرات دخول، وقسم كبير منهم لم يترك الأراضي العراقية".
وأعلنت مصادر في مليشيا الحشد الشيعية الإرهابية أنها وبالتعاون مع قوات نظام الأسد تعد العدة لعملية عسكرية كبيرة على الحدود في المستقبل القريب دون أن تحدد ما هي الحدود المقصودة، وسط تحسب أن يكون نظام الأسد والمليشيات العراقية بصدد فتح جبهة مع السعودية لإشغالها عن أي عمل عسكري محتمل ضد الأسد في سوريا خاصة بعد التلويح السعودي الأخير بعملية برية، والإعلان عن مناورة رعد الشمال الجاري الاستعداد لها على قدم وساق والتحالف الإسلامي الذي يعتزم توسيع محاربة التنظيمات الإرهابية وخاصة الشيعية مع توتر متصاعد بين دول الخليج وحزب الله اللبناني الإرهابي.