أعلن متزعم مليشيا "حزب الله" الشيعي اللبناني، حسن نصرالله، أن الحزب لا ينوي الاستقالة من حكومة بلاده، معتبراً أن بقاء الحكومة "مصلحة وطنية"، مهاجماً في الوقت ذاته، السعودية، على خلفية وقفها مساعدات تسليح الجيش وقوى الأمن في لبنان.
وقال نصرالله، في كلمة متلفزة، اليوم الثلاثاء “نحن حريصون على الهدوء والسلم الأهلي في لبنان”، مضيفاً “لبنان ليس على حافة حرب أهلية أو أي صدام”.
وفي معرض تعقيبه على وقف الرياض، مساعداتها لتسليح قوى الأمن في بلاده، زعم: "منذ تاريخ الإعلان عن إيقاف هذه الهبة، دخلنا مرحلة جديدة من الصراع السياسي والإعلامي، قامت السعودية بالتصعيد فيه". واستطرد في هذا الصدد: "الكل يعلم أنه منذ وفاة (العاهل السعودي) الملك عبد الله بن عبد العزيز، توقفت الهبة السعودية، ولم تتوقف بسبب مواقف حزب الله كما يدعون"، على حد تعبيره.
ولفت "نصر الله"، إلى "عدم اهتمامه" بأية إجراءات قد تتخذها السعودية في الجامعة العربية، أو منظمة التعاون الإسلامي، ضده، مبيناً أن حزبه في “أفضل حالاته منذ 5 سنوات داخليًا وخارجيًا”، على حد زعمه.
وأضاف زاعما، “أشرف وأعظم ما فعلته في حياتي هو خطابي في ثاني يوم من الحرب السعودية على اليمن، لأنه لا توجد مظلومية على وجه الكرة الأرضية توازي مظلومية الشعب اليمني نتيجة الحرب السعودية”، معتبراً أنه “عندما يسكت العالم العربي عن حرب السعودية على اليمن فهذا يعطيها شرعية لشن هجوم على بلد آخر”.
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات تعكس تخوفات حقيقة لدى الحزب الإيراني من تدخل سعودي محتمل في سوريا، وحتى أنه يخشى أن يتعرض حزبه لحرب اقتلاع عربية وإسلامية من جانب التحالف الإسلامي الذي أعلنته الرياض أواخر ديسمبر الماضي.
واعتبر نصر الله أنّ “كل ما يتردد عن اجراءات ضد لبنان واللبنانيين في الخليج لا يستهدف الا حزب الله، ونحن نتحمل المسؤولية ومتمسكون بموقفنا وبحقنا حتى ولو بقينا وحدنا، فالمطلوب من الحكومة والقوى السياسية الضغط على حزب الله حتى يتراجع عن موقفه من السعودية”.
ولفت نصر الله أن “حرب السعودية علينا ليست جديدة وهي تشن حملة علينا منذ العام 2005″، مشبيراً إلى أن عبارة “يجب سحق حزب الله في حرب تموز 2006 ” هي عبارة لأمير سعودي.
وصنفت السعودية والإمارات والبحرين ودول خليجية أخرى حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية، وتم الكشف في البحرين والكويت أكثر من مرة العام الماضي بشأن خلايا تخريبية شيعية تدربت على يد الحزب على استخدام السلاح والمتفجرات وتخزينها وتلقي التمويل والدعم الفني.
ويتجاهل نصر الله الجرائم الموثقة التي لا يزال يقوم بها الحوثيون في اليمن بعد رفضهم المتواصل للحوار الوطني واختطاف الدولة اليمنية والشعب اليمني بل وتهديدهم للسعودية بعد استيلائهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014. وأكدت مصادر يمنية أكثر من مرة عن أسر عناصر لحزب الله في اليمن تقاتل إلى جانب الحوثيين، وتهريب الحزب وإيران أسلحة للحوثيين.
ومن جانبه رد الرئيس اليمني هادي على تفوهات نصر الله، مؤكدا أن السعودية أنقذت اليمن من أن يتحول إلى نموذج إيراني، مطالبا نصر الله بأن يثبت أنه عربي وليس فارسيا.