نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» تقريرا للكاتبين «إريكا سولومون» و«سايمون كير»، قالا فيه إن السعودية تشدد من حملتها ضد حزب الله، وكيل إيران في المنطقة، بالضغط على الاقتصاد اللبناني، مشيرين إلى أنه تحرك قد يؤدي إلى زعزعة استقرار بلد على الخط الأمامي في أشد صراعات المنطقة تأثرا.
ويوضح التقرير، الذي الموقع الإخباري "عربي 21" أن استهداف وكلاء إيران قد يتوسع خلال الأشهر المقبلة، في الوقت الذي تفكر فيه تلك البلدان بوضع المليشيات الشيعية التي تحارب في العراق مع الجيش العراقي على قائمة الإرهاب، مشيرين إلى أن مجلس التعاون الخليجي يقول إن التدخل الإيراني في العالم العربي يغذي الصراع الطائفي في المنطقة، مبينا أن وقفه سيوقف التجنيد لتنظيم الدولة وتنظيم القاعدة.
ويفيد التقرير أن زعيم حزب الله «حسن نصر الله»، انتقد التدخل السعودي في المنطقة، وقال عن هجومه الأسبوع الماضي على الرياض بأنه أعظم ما فعله في حياته، وأنه يشعر بأن ذلك كان هو الجهاد الحقيقي.
وتعلق الصحيفة بأن «نصر الله» يكون بذلك قد وضع الحرب مع الرياض في مكانة أهم من القضية الأساسية للحزب، وهي حرب إسرائيل، وهي إشارة مهمة إلى مدى ما وصلت إليه الحرب الباردة بين إيران والسعودية، فقبل عقد كان السنة والشيعة يضعون حزب الله في مكانة مهمة لمواجهته إسرائيل في حرب عام 2006.
ويورد الكاتبان أن المسؤولين اللبنانيين يرون أن الضغط الخليجي ناتج عن فشل لبنان في تصنيف حزب الله تنظيما إرهابيا، أو شجب الهجوم على السفارة السعودية في طهران، بعد أن قامت الرياض بإعدام رجل الدين الشيعي «نمر النمر».
وينوه التقرير إلى أن هناك قلقا متزايدا في لبنان من أن تبدأ دول مجلس التعاون الخليجي بطرد اللبنانيين العاملين فيها، بحسب الدبلوماسيين في بيروت، لافتا إلى أن الأموال التي يرسلها العاملون في الخارج تشكل خمس الناتج المحلي الإجمالي، ويأتي نصف هذا المبلغ من العاملين في الخليج، مبينا أن خسارة هذا المبلغ ستكون صفعة قوية لبلد يعيش فيها 4 ملايين نسمة، وتحاول استيعاب مليوني سوري.
ويورد الكاتبان نقلا عن مستشار في أبو ظبي، قوله إن الإمارات، مع دول مجلس التعاون الخليجي، تفكر في طرد آلاف اللبنانيين المتهمين بتأييد حزب الله، في خطوة يقول الناقدون إنها قد تتحول إلى طرد للشيعة، وكانت الإمارات في الماضي قد قامت بمثل هذه التسفيرات، ويقول السياسيون اللبنانيون إن الإجراءات الخليجية تدفع بلبنان إلى حضن إيران، حيث يمكن أن تقوم الأخيرة بزيادة مساعداتها لبيروت.
و صنفت الجامعة العربية حزب الله حزبا إرهابيا وسط تحفظ الجزائر ورفض لبنان والعراق. وتقوم التعبئة الشيعية على مزاعم "الموت لأمريكا وإسرائيل" ولكنهم يقتلون أهل السنة في العراق وسوريا واليمن.