تسبب تطبيق "واتس أب" في خلاف زوجة مع شقيقات زوجها وعائلته، بسبب طردها من "المجموعة"، وهو ما ترتب عليه تركها لمنزل الزوجية، واللجوء إلى شرطة دبي، لتشتكي عليهن، مطالبة بحمايتها منهن والاعتراض على موقف زوجها بعدم التدخل لردع شقيقاته.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تلجأ فيها امرأة للشرطة من أجل سبب أقل ما يقال عنه أنه "ساذج" أو مضحك، لكن المؤلم في الأمر أن تلك المرأة عرضت حياتها الزوجية للانهيار، عندما طالبت الزوج بالتدخل لإنصافها من شقيقاته، وهو ما رفضه الزوج، معتبراً الأمر مضحكاً. فتقدمت بالشكوى عليه وعلى شقيقاته وأفراد عائلته، مطالبة بإنصافها.
ووفقاً للرائد شاهين المازمي مدير إدارة حماية المرأة والطفل، في الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي، فإن الخلافات الزوجية تتصدر الحالات الواردة للإدارة، وتصل نسبتها إلى أكثر من 70%، مؤكداً أن نسبة من تلك الخلافات، كان بإمكان الزوجين حلها، وعدم خروجها من منزلهما، حفاظاً على كيان الأسرة وخصوصيتها.
وأوضح المازمي تفاصيل الحالة، حيث تعود لامرأة شابة لجأت إلى الإدارة بشكوى على زوجها وعائلته، والسبب أن الشقيقات قمن بطردها من "مجموعة"، كانت تجمع سيدات العائلة على موقع "واتس أب"، وكن يتبادلن من خلاله الأحاديث الأسرية والأخبار والآراء والنكات ووصفات الطبخ، وغيرها من الأمور. لكن بدا أن الزوجة خرجت عن المألوف في بعض الأمور، أو أثارت تعليقاتها حفيظة نساء من العائلة، فقمن ب"إخراجها" من "المجموعة".
وأشار إلى أن الزوجة عندما وجدت نفسها خارجاً، اعترضت، واتصلت بشقيقات الزوج، وتبادلن الاتهامات والشتائم، وألفاظاً يعاقب عليها القانون.
وعندما روت لزوجها رفض التدخل لعدم إفساد العلاقة مع شقيقاته، فما كان منها، إلا ترك منزل الزوجية والذهاب إلى بيت أهلها، ومن ثم اللجوء للإدارة لتقديم شكوى على شقيقات الزوج، طالبة حمايتها منهن.
وقامت الإدارة، من خلال قسم الدعم الاجتماعي، بالتواصل مع الزوج وشقيقاته، وإحضارهم للإدارة، وعقد جلسة صلح بين الجميع، بعد استيضاح الأمر. ثمّ عمدت إلى توعيتهن بعدم جعل وسيلة من وسائل التواصل، سبباً في إفساد علاقة زوجية وعائلية، واعترفت الزوجة بخطئها لتسرعها في التقدم بالشكوى، وتركها لمنزل الزوجية.
وأكد الرائد المازمي أن الخلافات الأسرية التي ترد للإدارة، تتنوع بين الشكوى من إهمال الزوج لزوجته وأبنائه، أو سوء المعاملة، أو العنف الجسدي، أو الخلافات على حضانة الأطفال أو النفقة.
وتمثل الخلافات البسيطة نسبة محدودة، إلا أن أسبابها في الأغلب تدل على عدم تحمّل مسؤولية أحد طرفي العلاقة الزوجية، موضحاً أن الإدارة تلقت خلال العام الماضي 152 حالة، منها 75 حالة دعم اجتماعي، و35 حالة عنف مع النساء و45 تخص أطفال.
وقد برزت مؤخرا خلافات زوجية وحالات طلاق بسبب "الفيسبوك" و"الواتساب" في العديد من البلدان العربية، فعلى سبيل المثال تم طلاق زوجة لانشغالها بالموبايل عن الأولاد بالأردن واخرى بالسعودية لعدم الرد على رسالة "واتساب مهمة" لزوجها.
وأكدت دراسة بريطانية أن العديد من النساء يعتبرن “الموبايلات الذكية” أهم من أزواجهن، وتجعل كل زوج منفصل مع نفسه في عالمه الإلكتروني.
وسبب الواتس اب شكلا من أشكال ضعف العلاقات الأسرية، ومنها علاقة الطفل بأمّه وأبيه، وضعف علاقة المراهق أو الشاب بوالديه، وضعف علاقة الزوجين مع بعضهما البعض.
وأكدت العديد من الشواهد وقوع خيانات زوجية عن طريق البرنامج، فضلا عن التسبب في عدم الاهتمام بالأبناء وإهمالهم.