شدد وزيرا خارجية السعودية عادل الجبير، والولايات المتحدة الأمريكية جون كيري، على “ضرورة تغيير إيران لسياساتها، ووقف تدخلها في شؤون المنطقة، ودعم جهود الأمن والاستقرار، إذا أرادت إقامة علاقات طبيعية مع جيرانها، وإلا فسيكون التعامل معها صعبًا”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الوزيران في العاصمة البحرينية المنامة، مساء الخميس، في إطار التحضيرات الجارية لعقد قمة تجمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وقادة الخليج بالعاصمة السعودية الرياض، في (21|4) الجاري.
وقال الجبير إن الجانبين ناقشا خلال اجتماعهما “مخرجات قمة كامب ديفيد التي عقدت في مايو الماضي، وتأكيدات الولايات المتحدة فيما يتعلق بدفاعها عن دول مجلس التعاون من أي اعتداء خارجي، وبحثنا كيفية التصدي لتدخدلات ايران في المنطقة، والتعامل مع التحديات الموجودة في كل من لبنان وسوريا والعراق، والجهود المشتركة في محاربة الإرهاب والتطرف”.
ووصف وزير الخارجية السعودي الاجتماعات الخليجية الأميركية بأنها “بناءة ومثمرة”، وقال فيما يتعلق بمباحثاتهم بشأن إيران “عبرنا عن استنكارنا محاولة إيران تهريب أسلحة سواء للحوثيين (جماعة أنصار الله) في اليمن، أو غيرها من الجماعات، في الوقت الذي نحاول أن نحقق تقدم في العملية السلمية، كما استنكرنا تدخلات إيران في شؤون المنطقة، ومحاولتها تهريب متفجرات وأسلحة لدول المنطقة بما فيها دول مجلس التعاون”.
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي، إنه بحث مع نظرائه في دول الخليج مضمون القمة التي ستجمع أوباما وقادة دول الخليج خلال الشهر الجاري، وتابع قائلًا “اتفقنا على تقييم ما إذا كان مفهوم الشراكة بين دول الخليج والناتو (حلف الشمال الأطلسي) أمر يمكن أن يسهم في أمن واستقرار المنطقة”، وإن تقييم هذا الملف “سوف يستمر خلال الأيام القادمة”.
وأشار كيري إلى أنه اتفق مع نظرائه الخليجيين، على أن يكون هناك “مكون جديد للحوار وهو التحول الاقتصادي في ضوء انخفاض أسعار النفط”، موضحًا أن أوباما “يؤمن بأهمية التواصل مع قادة الخليج في هذه الفترة الحرجة، لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية في المنطقة، وهو يتطلع لقمة دول مجلس التعاون، للتأكيد على التزام أمريكا تجاه أصدقائها”.
وفيما يتعلق بالتعاون الأمني والعسكري بين الجانبين، قال كيري “شكلنا 6 فرق عمل، لتطبيق المبادرات المتعلقة بالشراكة الإستراتيجية من أجل تقوية التعاون الأمني، المتمخضة عن اجتماع كامب ديفيد في مايو الماضي، ونحن الآن نعمل على نقاط أساسية، تتضمن مكافحة الإرهاب، وتعزيز قدراتنا الدفاعية، وإقامة نظام دفاع صاروخ باليتسي لدول الخليج، وتعزيز الجاهزية الأمنية والعسكرية ومكافحة الإرهاب السيبيري (الإلكتروني)، وقد ناقشنا اليوم التقدم الذي تم تحقيقه على هذا الصعيد”.
وبين أن الأطراف المجتمعة ناقشت التحديات الإقليمية، وعلى رأسها الأزمة السورية، وقال “هناك قلق حول الهدنة (وقف الأعمال العدائية في سوريا)، وهناك بعض الخروقات”، مشيرًا لوجود “مجموعات تعمل بشكل وثيق وبجدية في عمان (العاصمة الأردنية) وجنيف (سويسرا) بشكل يومي، للحفاظ على تثبيت وقف الأعمال العدائية”.