قتل خمسة مجندين في الجيش اليمني في عملية انتحارية الثلاثاء في عدن كبرى مدن جنوب اليمن، كما أعلن مصدر عسكري متهما تنظيم القاعدة بتنفيذ العملية.
وقال المصدر "قام انتحاري بتفجير نفسه وسط مجموعة من الجنود الشباب في الجيش كانوا في طريقهم إلى قاعدتهم في عدن، فقتل خمسة مجندين وأصاب آخرون بجروح"، مشيرا إلى أن الانتحاري كان ينتمي الى تنظيم القاعدة.
وقال شهود إن مهاجما إنتحاريا فجر حزامه الناسف قرب استاد لكرة القدم في مدينة عدن الساحلية بجنوب اليمن اليوم الثلاثاء فقتل أربعة.
وأضاف الشهود أن ثمانية أشخاص أصيبوا في الهجوم الذي يبدو أنه استهدف شبانا كانوا يصطفون لتسجيل أنفسهم للتجنيد في الجيش.
وقبل أيام اغتيل الأمين العام لمديرية المنصورة بمحافظة عدن (جنوب اليمن) الشيخ أحمد صالح الحيدري، مشيرا إلى أن مسلحيْن ملثميْن كانا على دراجة نارية أطلقا النار على الحيدري في أحد المقاهي بالمدينة ولاذا بالفرار.
وتشهد مدينة عدن انفلاتا أمنيا كبيرا، منذ تحريرها من قبضة الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، واغتيالات واسعة طالت مسؤولين وأمنيين وجنودا.
وكانت القوات الموالية للشرعية استعادت السيطرة على عدن الصيف الماضي بدعم من قوات التحالف. ومنذ ذلك الحين أعلنت المدينة الثانية باليمن عاصمة مؤقتة من قبل السلطات المعترف بها دوليا، لكن مستوى انعدام الأمن لا يسمح لهذه السلطات بالإقامة بشكل دائم في المدينة.
وقد استفادت الجماعات المسلحة -مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة - من الحرب في اليمن لتعزيز وجودها بالجنوب، وخصوصا عدن، حيث كثفت الهجمات ضد الجيش والشرطة والمسؤولين المحليين.
ورغم كل المحاولات التي يبذلها محافظ عدن عيدروس الزبيدي، المقرب من أبوظبي، لإنهاء الفوضى الأمنية إلا انها ما تزال قائمة.
وكان قد قام الزبيدي الأربعاء الماضي بزيارة سرية إلى أبوظبي، "لبحث جملة من القضايا الخدمية والأمنية والاقتصادية مع مسئولين إماراتيين"، وأثنى حينها على "دور الإمارات في دعم جهود مكافحة الإرهاب وملاحقة عناصر التنظيمات الإرهابية"، مضيفاً أن نجاحات كبيرة حققتها الحملات الأمنية ضد المتطرفين في مختلف مناطق المدينة
لكن بدل أن يتبع الزيارة الأمن كما صرح، ازداد الأمر سوءا، وشهدت اليمن اغتيال مسؤول محلي كبير، كما قتل 20 جنديا يمنيا غادروا عدن في طريقهم إلى أبين عندما اطلق مسلحون مجهولون النار عليهم، وسط نفي تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الأمر.
ورغم وجود قوات سعودية وإماراتية وسودانية في المدينة، إلا أن فشل الحفاظ على الأمن سيد الموقف، وما تزال المدينة تقع بين سندان القاعدة وتنظيم الدولة، ومطرقة الحوثيين ورجال المخلوع علي عبدالله صالح.