الأزمة الاقتصادية التي تشهدها دول المنطقة أثرت بشكل بين وواضح على الأنماط الإنفاقية للمواطنين والمقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي حيث تراجع انفاقهم على المطاعم وارتفع استهلاكهم على الإيجارات بنحو وصل إلى 70% وفق أحدث دراسة للاستهلاك لفئة من ذوي الدخل المرتفع.
وكشفت نتائج دراسة عن التوجه الإنفاقي أجريت بتكليف من شركة “أمريكان إكسبريس الشرق الأوسط” وشملت خمس من دول مجلس التعاون الخليجي، أن المقيمين في قطر هم الأكثر إنفاقاً على المنتجات الفاخرة والتجارب عالية الرفاهية في المنطقة، حيث أنهم ينفقون ما يزيد عن 4000 دولار أمريكي شهرياً عليها، أي ما يعادل حوالي 12% من معدل دخل الأسرة.
وكشفت الدراسة التي أجرتها شركة “GfK” مع ذوي الدخل المرتفع في كل من قطر، والإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، ومملكة البحرين، والكويت، عن تحول ملحوظ في عادات الإنفاق حيث قام العديد بتركيز إنفاقهم على ضروريات الحياة.
وأكدت الدراسة أن حوالي ربع (24%) من شملتهم الدراسة أنفقوا مبالغ أقل من تلك التي خططوا لإنفاقها خلال الأشهر الـ 12 الماضية، وزاد ما نسبته 79% من المشاركين من انفاقهم على المواصلات، وما نسبته 74% زادوا إنفاقهم على الإيجار، بينما قلص 42% من المشاركين من إنفاقهم على المناسبات الاجتماعية.
وصرح الرئيس التنفيذي لـ”أمريكان إكسبريس الشرق الأوسط”، مازن خوري في مؤتمر صحفي عقده في الدوحة للحديث عن النتائج التي تم التوصل إليها، أنه “أثر عدم استقرار الوضع الاقتصادي في المنطقة على العديد من الأشخاص وقد شهدنا ذلك في التوزيع الجديد لتوجهات إنفاق الدخل. ولكن على الرغم من ذلك، لا نزال نرى إنفاقاً مزدهر على المنتجات والتجارب عالية الرفاهية”.
ولقد أوضحت الدراسة أن أنماط الإنفاق الجديدة متشابهة بشكل عام عبر البلدان الخمسة التي شملتها، ففي قطر مثلاً، أظهرت الدراسة أن 26% من سكانها أنفقوا أقل على ارتياد المطاعم خلال عام 2015 بينما زاد 72% منهم من الانفاق على تناول الطعام في المنزل. وبالمثل، تبين أن 88% من المشاركين في عُمان أنفقوا المزيد على تناول الطعام في المنزل، عوضاً عن المناسبات الاجتماعية (41%)، الامر الذي كشفت عنه الدراسة في الكويت ايضاً حيث قام٨٥% بانفاق المزيد على الطعام والمشروبات المنزلية، عوضاً عن المناسبات الاجتماعية (56%).
ومثلما أشارت الدراسة إلى تحول في أنماط الإنفاق اليومية، فقد أظهرت تغييراً في التوزيع الإنفاقي على السلع والمنتجات الفاخرة بالتحديد، حيث أجاب ما يقارب الربع من المشاركين في قطر (24%) أنهم سيعطوا الأولية للترفيه عن النفس خلال أشهر الـ 12 القادمة، عوضاً عن ارتياد المطاعم الفاخرة.
وأضاف السيد خوري: “تواجدت شركة أمريكان إكسبريس في الشرق الأوسط لأكثر من 50 عاماً، ولقد قمنا طوال هذا الوقت على مساعدة حاملي بطاقتنا في إدارة مواردهم المالية رغم التغييرات الاقتصادية. وسواء كانوا أعضاء أمريكان إكسبريس يستخدمون بطاقاتهم للتسوق في نهاية الأسبوع أو خلال عطلهم، فإنهم على ثقة بأننا نقدم لهم أفضل المزايا، وخدمة العملاء، والأمان”.