قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقرير لها: إن تباطؤ اقتصاد دول الخليج يضرب شركات الإنشاءات المحلية والدولية، نتيجة تقليص الإنفاق الحكومي.
وأبرزت الصحيفة تحول بعض الاحتجاجات إلى العنف كما حدث في مكة، بعدما ظهر أن مجموعة "بن لادن" السعودية للإنشاءات استغنت عن 50 ألف من العاملين لديها.
واعتبرت الصحيفة أن قرار "بن لادن" الاستغناء عن عشرات الآلاف من العمال، يسلط الضوء على كيفية تأثر مجموعات الإنشاءات بشكل كبير بتقليص الإنفاق في دول الخليج، التي تضررت نتيجة انخفاض أسعار النفط منذ منتصف 2014م.
وذكرت أن بعض الدول تحملت أعباء مالية إضافية، بسبب تكاليف الحروب، فالسعودية تقود حملة ضد المتمردين في اليمن على سبيل المثال.
وأضافت الصحيفة أنه نتيجة لتلك الأوضاع، فإن الحكومات في المنطقة تؤجل أو تلغي خططًا لتحسين بنيتها التحتية، وتبطئ في عمليات الدفع للمتعاقدين بشأن المشاريع القائمة.
وتحدثت عن أنه بجانب مجموعات الإنشاءات المحلية، فإن الشركات الدولية تتأثر كذلك، لأنها تعتمد على النمو في الشرق الأوسط لتوسيع استثماراتها.
ونقلت الصحيفة عن شركات استشارات هندسية بريطانية، أن هناك عدة عوامل أثرت على المشاريع في الشرق الأوسط، وبالتالي على شركات الإنشاءات، كانخفاض أسعار النفط والقضايا الأمنية الإقليمية، وحالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن عدة مشاريع تم تعليقها، كمشروع خط السكك الحديدي الذي يربط سلطنة عمان والإمارات والسعودية والبحرين، فضلًا عن خطط لتحسين الطرق حول الدوحة، ومشاريع أخرى تتحرك ببطء نتيجة تقليص الإنفاق الحكومي.
ونقلت الصحيفة عن محللين، أن شركات دولية أخرى تعمل في الإنشاءات بدول الخليج من المرجح أن تتأثر، كشركتي "Carillion" و"Interserve" البريطانيتين وغيرهما.
يأتي ذلك بعد أن استحوذت دولة الإمارات على ثلاثة من أكبر 10 مشاريع إنشائية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا في شهر ابريل العام الجاري، أي الثلث، وفق رصد أجراه موقع كونستركشن وييك اونلاين.
وفي أبريل الماضي، منحت شركة التطوير والاستثمار السياحي في ابوظبي عقدا بقيمة 1.25 مليار درهم لشركة مشتركة بين سان خوسيه للمقاولات وبيفوت للهندسة والمقاولات العامة من اجل انشاء ممشى السعديات.
وحصلت شركة دانوب للتطوير العقاري في دبي على عقد بقيمة 185 مليون درهم لتطوير مشروع جليتز 3 في مدينة دبي للاستوديوهات، بينما وقع مركز الشارقة للاستثمار خلال الشهر نفسه، عقدا بقيمة 126.5 مليون درهم مع شركة سكان الكتروميكانيكال للمقاولات من اجل تركيب محطة طاقة على مساحة 2.9 مليون متر مربع في العرقوب بالقرب من مطار الشارقة الدولي.
وتوزعت بقية المشاريع العشرة الكبرى في الشرق الاوسط وشمال افريقيا بين سلطنة عمان والسعودية ومصر.