أثارت نتائج الاستطلاع التي نشرت الأحد(8|5)، وكشفت عن أن "45.2% من طلبة المدارس الثانوية الحكومية في أبوظبي لا ينوون الالتحاق بالجامعات، مقابل 28% من طلبة المدارس الخاصة"، قلق تربويين وخبراء في مجال التعليم وأساتذة جامعيين، ووصفها بعضهم بالصادمة.
وأكد العديد منهم أن هذا من شأنه التأثير في مخرجات العملية التعليمية، وخلق طبقة متوسطة التعليم محدودة المهارات.
وعزا الخبراء الخلل في الإرشاد المهني والأكاديمي في المدارس والجامعات، إضافة إلى أن المخرجات التعليمية لا تتوافق مع متطلبات الالتحاق ببعض الجامعات، فضلا عن الأسباب الشخصية والاجتماعية والاقتصادية، التي أبرزها زخم الواجبات المطلوبة من الطلبة، ما أدى إلى جعل البيئة التعليمية طاردة للطالب.
ولفت العديد إلى ضنك العيش الذي يعيشه جزء كبير من الإماراتيين، حيث أن ضغوط الحياة قد تغلب كفة الماديات على الدراسة، فيلجأ الطلبة إلى العمل لتوفير المال اللازم لتلبية متطلبات الحياة، مع استكمال التعليم الجامعي على نفقة الجهة التي يعمل فيها، لاسيما في ظل ارتفاع كلفة الدراسة في الجامعات الخاصة.
كما أن الرفاهية المفرطة قد تجعل الطالب يختار أقصر الطرق وأسهلها لتحقيق أهدافه، لافتين إلى أن قلة عدد المنح الدراسية تدفع الطلبة إلى التوقف عن الدراسة.
وقال طلبة في المرحلة الثانوية إن من أبرز أسباب العزوف عن الالتحاق بالجامعات، حاجة الجامعات لسنة تأسيسية تأهيلية بعد الثانوية العامة، وارتفاع المصروفات الجامعية، فضلاً عن اشتراط كثير من جهات العمل حصول خريجي الجامعة على تقدير مرتفع، كشرط أساسي في التعيين.
وحاول مستشار وزير التربية والتعليم لشؤون التعليم العالي، تبييض نتائج الاستطلاع وعقد مقارنات رآها البعض ليست دقيقة، منها أن نسبة التحاق طلاب الإمارات بالتعليم العالي هو من أعلى النسب في الدول العربية.
وأيده في الدفاع عن النتيجة الصادمة للإماراتيين عضو في المجلس الوطني الاتحادي، قائلاً إن الشباب المواطنين ليسوا في حالة عزوف عن الالتحاق بالجامعات، إنما يبحثون عن تأمين مورد اقتصادي أولاً، من خلال التحاقهم بوظائف بشهادة الثانوية العامة.
وقالت المحاضرة في قسم الاجتماع في جامعة عجمان الدكتورة أمينة بوشهاب: «أدى تجريب أنظمة تعليم مختلفة على الطلاب، إلى جعل البيئة التعليمية طاردة، خصوصاً أن معظم هذه الأنظمة مليء بأعباء وزخم في الواجبات، ما يولد داخل الطلبة رغبة في الفرار من التعليم سريعاً، وعدم التفكير في الالتحاق بالجامعات».
وأضافت: «هناك خلل لابد من الإسراع في إصلاحه، هو أن الدراسة لم تعد غاية أو هدفاً للطلاب كما كانت في السابق، إنما ضرورة فقط للحصول على عمل في المستقبل، في ظل زيادة ضغوط الحياة التي تغلب كفة الماديات، فيكون الخيار الأمثل سوق العمل بدلاً من الدراسة».
إلى ذلك، أفاد المدير العام لمجمع دبي للمعرفة ومدينة دبي الأكاديمية العالمية، محمد عبدالله، بأن عزوف طلبة عن الالتحاق بالتعليم الجامعي، يشير إلى وجود خلل في الإرشاد المهني والأكاديمي في المدارس، يتطلب حلولاً سريعة وآنية.
ولفت إلى أن أسباب العزوف قد يعود بعضها إلى أمور ومشكلات شخصية، غير مرتبطة بالجانب الأكاديمي، حيث يفضل بعض الطلاب الاكتفاء بالمرحلة الثانوية والاتجاه إلى سوق العمل مباشرة، نتيجة قصور في التحصيل العلمي لا يشجعهم على الالتحاق بالجامعة.