أحدث الأخبار
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد
  • 10:30 . السلاح الكندي في أيدي "الجنجويد".. هل تضحي أبوظبي بسمعة الإمارات لخدمة مغامرة السودان؟... المزيد
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد

الكتاب لا يعجبون ببعضهم

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 05-07-2016


تحكي الروائية التركية الشهيرة (ألف شفاق) عن لقاء جمعها لأول مرة بروائية قديرة وصفتها بأنها تجاوزت الحادية والثمانين من العمر لكنها لاتزال تحتفظ بشغف الكتابة كما هي في أيام الصبا، تسكن منزلاً غارقاً في هدوء غزير في أحد أحياء اسطنبول العريقة، كانت تلك الروائية هي من بادرت للاتصال وطلب المقابلة، بينما

لاتزال شفاق شابة في مقتبل عمر الكتابة والشهرة والتألق وكانت تحلم بذلك اللقاء!

في الصفحة 47 من رواية (حليب أسود) أتت شفاق على ذكر اللقاء وهي بصدد سرد تجربة اكتئاب عاشتها بعد الولادة ما أدى إلى توقف قدرتها على الكتابة، الأمر الذي وضعها أمام تساؤلات كبيرة حول الانوثة والأمومة والنسوية والإبداع والزواج، بالنسبة للمرأة الكاتبة التي تجد نفسها فجأة في وضع لا تحسد عليه مرتعبة وخائفة من فكرة نهايتها كذات مبدعة ناجحة لا يمكنها العيش دون الكتابة، في سبيل تنامي وازدهار المرأة الأنثى والأم في داخلها، لقد تصارعت هاتين الفكرتين كما يتصارع جبلان في داخل شفاق بعد الولادة وهي تنظر للطفل ككائن تريده أكثر من أي شيء آخر وللكتابة كمعنى مرادف للحياة !

قبل ذلك الاكتئاب تلقت شفاق اتصال الروائية التي دعتها فيها لمقابلة على كوب شاي ستغير أشياء كثيرة في حياتها لاحقاً، وهنا نتوقف ككتاب وبإجلال كبير أمام هذا المفهوم المتحضر الذي بات مفتقداً في حياتنا الثقافية، مفهوم تواصل الأجيال الأدبية من الكتاب والقاصين والروائيين، التواصل المنتج والمثمر والنابع من الحرص البعيد النظر على التجارب الجديدة وعلى نقل التجربة والانصات للأصوات الجديدة.

لا نقصد أي معنى من معاني الوصاية أو الأبوة هنا ولكننا نستذكر معا تلك المجالس التي أثرت الحياة الأدبية والثقافية زمن الأدباء الكبار أمثال العقاد وتوفيق الحكيم وغيرهما من خلال لقاء جيلين من الكاتبات كما أشارت (ألف شفاق) في أول كتابها !

قالت الروائية العجوز لشفاق بعد أن استقرت السيدتان في صالون المنزل الرائق (الكاتبات لا يظهرن عادة إعجابهن ببعضهن، إنهن غير جيدات في القيام بذلك، إلا أنني أردت مقابلتك أنت شخصياً) وذاك صحيح بنسبة عالية جداً، إلا أن سعي كاتب مرموق لكاتب آخر بهذا الحرص الذي أبدته العجوز له دلالات عميقة وموضوعية لتجربة شفاق الإبداعية وتقييمها بما تستحق، هذا التقييم يتطلب الكثير من الحكمة والحيادية والتعقل والاشباع والخلاص من منطق الغيرة وشبح المنافسة، هؤلاء هم من نحتاج إليهم اليوم كموجهين أدبيين يضيئون الحياة الثقافية والأدبية بعيداً عن أساليب المتاجرة ومزايدات المهرجانات والحكي الفارغ !